شهدت محال الخياطة الرجالية في منطقة الباحة إقبالاً كبيراً من المتسوقين خلال الأيام الماضية بخلاف الأشهر الأخرى، من أجل تفصيل ثوب العيد الذي يحرص الجميع على ارتدائه أثناء الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وقامت المحال برفع سعر خياطة الثوب الواحد بنسبة 50 في المئة، علاوة على رفع سعر الأقمشة، ما أثار استياء المواطنين. وقال أحد أصحاب محال الخياطة عادل الغامدي، إن محله ازدحم بالزبائن من الصغار والكبار لتفصيل ثوب العيد، خصوصاً في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، مبيناً أنه استعدّ لهذه المناسبة منذ وقت باكر، إذ أحضر كميات كبيرة من أنواع الأقمشة التي تلبي طلبات الزبائن بمختلف أعمارهم. وعن أسعار تفصيل الثياب قال: «سعر تفصيل ثوب الطفل يراوح بين 80 و120 ريالاً بحسب نوع القماش وطول وقصر قامة الطفل، بينما يراوح سعره للكبار خلال هذه الأوقات بين 170 و230 ريالاً». وأوضح الغامدي أن أنواع الأقمشة المتوافرة في سوق الخياطة الرجالية هي القطن الخالص، والمخلوط، والسلك، والتترون الذي يضم 40 في المئة من القطن الطبيعي والبقية بوليستر، وألوانها الأبيض العادي، والأبيض الناصع، والثلجي، والسكري، والنباتي. أما الخياط أبوماجد، فأوضح أن للثياب تصاميم خاصة يحرص عليها الزبائن خصوصاً الشباب، وهي تطريز الثوب بخطوط وألوان وتشكيلات هندسية تزيد من قيمة التفصيل علاوة على قيمة القماش، إذ إن قيمة تفصيل الثوب المطرز أو ما يسمى ب «الزري» راوحت بين 370 و1150 ريالاً. وأكد أن كثرة الإقبال على محال تفصيل الملابس الرجالية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان أربكت المحال، نظراً إلى حجم الزبائن الذين يتبارون في اختيار أقمشتهم وتفصيلها في غضون أيام معدودة فقط، ويعد هذا فوق إمكانات بعض المحال التي تفتقر إلى أعداد الخياطين الذين يغطون حجم طلبات الزبائن. وبيّن أبوماجد أن الإقبال الكبير على محال الخياطة الرجالية في الباحة رفع أسعار الخياطة 50 في المئة خلافاً لسعر القماش، وعزا الزيادة إلى رغبة أصحاب المحال في استثمار هذه الفترة القصيرة التي تتحرك فيها السوق بعد الركود الذي يخيم عليها طوال فترات العام. وأشار أبوسالم وهو صاحب محل خياطة، إلى أن الكثير من المحال توقفت عن قبول طلبات جديدة في الأيام الأخيرة من رمضان، حتى تستطيع الوفاء بوعودها للزبائن وتسليم طلباتهم في الوقت المحدد في ظل إقبال شديد هذه الأيام. من ناحيته، قال محمد صالح وهو أحد الخياطين المعروفين في وسط مدينة الباحة، إن السوق تتوافر فيها أنواع من الأقمشة التي تستورد من اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والهند، والصين، مفيداً بأن الزبون يبحث عن الأقمشة الناعمة المريحة في الملبس، وعن اللونين السكري والنيلي. في المقابل، تذمّر مواطنون من ارتفاع أسعار الأقمشة والخياطة، وقال المواطن سعود الزهراني إنه لاحظ ارتفاعاً كبيراً في أسعار الأقمشة خلال رمضان وأسعار التفصيل مقارنة بالأشهر الماضية، «وهذا أمر غير مبرر». ولفت إلى أن محال الخياطة تعلن عروضاً على واجهاتها من أجل جذب الزبون، ولكن تبقى الأسعار في غلاء كبير قياساً بما كانت عليه سابقاً. وأكد المواطن مسفر الغامدي أنه وجد زيادة كبيرة في أسعار الخياطة في شهر رمضان وصلت إلى 70 ريالاً في تفصيل الثوب الواحد، مشيراً إلى أن حجم الطلب على الخياطة أغرى المحال برفع الأسعار بمعدلات كبيرة، ما أدى إلى استنزاف أموال المواطنين.