تراجعت حدة القصف الذي يجري على الحدود اللبنانية - السورية والتي كانت تتردد اصداؤه في منطقة بعلبك - الهرمل من دون ان تتوقف نهائياً الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوري و«حزب الله» من جهة وبين مسلحي المعارضة السورية المنتشرين في الجرود من جهة أخرى. وتحدث مدير المستشفى الميداني في عرسال المخصص للاجئين السوريين ان المستشفى استقبل امس، جريحاً واحداً فقط وان الجرحى الذين عولجوا في المستشفى في اليومين الماضين واصاباتهم طفيفة عادوا الى الجرود في حين انه لا يزال ما بين 4 و5 جرحى في المستشفى يتابعون علاجهم وهناك بعض آخر نقل الى مخيمات النازحين السورين في عرسال لمتابعة فترة نقاهة. وكان «حزب الله» واصل تشييع مقاتلين من صفوفه في معارك سورية، واخرهم قيادي في الحزب. واعلنت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه امس، في بيان ان «قوى الجيش اوقفت مساء اول من أمس في منطقة عرسال 8 سوريين، لدخولهم الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وقيادة بعضهم سيارات ودراجة نارية من دون أوراق قانونية وللاشتباه بانتمائهم الى تنظيمات إرهابية. وسلم الموقوفون الى المرجع المختص لإجراء اللازم». وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام، ان «السورية هولة رافق بدوي أدخلت الى المستشفى الميداني في عرسال مصابة بطلق ناري في رجلها اليسرى، اثر اشكال حصل داخل مخيم للنازحين السوريين في البلدة». الى ذلك، اكدت مصادر أمنيّة لموقع» ناو» الاخباري الالكتروني أن «لا خطة أمنيّة في منطقة بعلبك - الهرمل سوى المتفق عليها، وأنّ القوى الأمنيّة تستقصي المعلومات وتتصرف وفق ما يرد إليها لإبقاء المنطقة بعيدة عن محاور القتال في سورية ومنعاً لدخول المسلحين إلى الأراضي اللبنانيّة». وشددت المصادر على أنّ «منطقة جرود عرسال تقع تحت سيطرة الجيش اللبناني وفي عهدته فقط، وهو يعمل على تأمين الأمن والاستقرار فيها»، لافتةً إلى أنّ «الجيش يسير دوريات في المنطقة الجرديّة خوفاً من أيّ عمليات تسلل من داخل الأراضي السوريّة باتجاه المنطقة». شمالاً، استنكر اجتماع عائلي موسع لآل الغازي في بلدة الرامة في وادي خالد على الحدود الشمالية - الشرقية مع سورية، حضره وجهاء العشائر وفاعليات «الحادث الذي حصل ليلة الجمعة - السبت الماضية، حين عملت مجموعة مكونة من 3 اشخاص على استدراج 4 من النازحين السوريين وتم نصب كمين لهم في خراج بلدة خط البترول الحدودية عند مجرى النهر الكبير وسلموهم الى احد مواقع الجيش السوري لقاء فدية مالية. وفور شيوع الخبر في وادي خالد، عمل بعض اهالي الوادي على كشف عناصر المجموعة والقوا القبض على احدها، ويدعى ص. غ وسلم الى شعبة المعلومات». خطف منشقين عن الجيش وقالت مصادر المجتمعين ل«الحياة» ان الشخص المتهم بأنه دبر الكمين يملك منزلاً على الحدود واستدرج الرجال السوريين الاربعة اليه ليلاً وسمح ل «شبيحة سوريين من الجانب السوري الدخول الى منزله واعتقلوهم واخذوهم الى الداخل السوري». واشارت هذه المصادر الى ان الاربعة هم من المنشقين عن الجيش السوري وتردد ان بينهم ضابطان اثنان. واصدرت العائلة بياناً «تبرأت فيه من الافعال الجرمية التي اقدم عليها بيتان من العائلة»، مؤكدة «ان ما جرى من عملية خطف نازحين سوريين وتسليمهم الى السلطات السورية لقاء فدية لا تمثل قيم العائلة وهي أعمال بربرية مدانة، مع الاشارة الى ان (أ.غ ) من اصحاب السوابق الجرمية. ودعت السلطات اللبنانية الى انزال اشد العقوبات بحقهم». ولاحقاً، عقد اجتماع ضم وجهاء وفاعليات عشائر وادي خالد اتخذوا خلاله قراراً برفع الغطاء كلياً عن المدعو أ.غ المتهم الرئيسي بالحادث ونفيه من وادي خالد.