أنهى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته إيران أمس، وعاد إلى بغداد محملاً بدعم المرشد علي خامنئي، ليجد في انتظاره أزمة مستفحلة مع إقليم كردستان الذي دعا رئيسه مسعود بارزاني القوى السياسية الكردية إلى عقد اجتماع «للبحث في استقلال الإقليم» عن العراق. في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتهامه للمالكي ب «الطائفية». وقال إنه يتسامح مع التدخل الأميركي أو الإيراني في شؤون العراق. وكان المالكي التقى أمس خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد وعدداً من المسؤولين الإيرانيين. وأكد مقربون من الحكومة العراقية أن زيارته «كانت ناجحة»، إذ وقع مع الجانب الإيراني عدداً من الاتفاقات الاقتصادية. لكن الجانب السياسي للزيارة كان أكثر حضوراً من غيره. وقد لوحظ الاحتفاء الإيراني غير المسبوق بالمالكي منذ لحظة وصوله إلى مطار طهران، حيث احتشد مئات النساء والأطفال والشباب قرب طائرته حاملين أعلام البلدين. وبعد يوم من دعوة نائب الرئيس محمد رضا رحيمي إلى توحيد العراق وإيران لتشكيل قوة دولية، قال خامنئي إن العراق «أصبح يتصدر الدول العربية والمالكي هو «رئيس الجامعة». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن المرشد قوله إن «بعض الأطراف يحاول جاهداً الإيحاء بأن العراق خارج العالم العربي، ولكن القمة العربية في بغداد وضعته في رأس الجامعة» . وأضاف أن «البعض لا يروق له أن يشاهد العراق قوياً»، داعياً «المثقفين والجامعيين العراقيين إلى العمل لتحقيق نهضة علمية توفر أفضل الظروف لتقديم الخدمات لأبناء الشعب، مستلهمين التجربة الإيرانية الناجحة في هذا الصدد». وزاد أن «الانسحاب الكامل للعسكريين الأميركيين من العراق شكل إنجازاً مهماً، تحقق بفضل صمود الحكومة العراقية والإرادة الصلبة لعموم العراقيين». وتأتي التصريحات الإيرانية في ظل أزمة سياسية عراقية تصدرها سعي القوى السياسية الكردية و «ائتلاف العراقية» المدعوم تركياً إلى سحب الثقة من الحكومة واتهام رئيسها بالتفرد بالسلطة. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني صعد اتهاماته إلى المالكي أمس وقال إن الأكراد «لن يوافقوا على حصول العراق في ظل حكم المالكي على طائرات أف 16 الأميركية»، ودعا إلى لقاء للقوى السياسية الكردية «للبحث في الاستقلال». وقال: «إذا كان لا بد من تقديم الدماء فلتقدم من أجل الاستقلال لا الفيديرالية». لكن الانطباعات التي خلفتها زيارة المالكي لإيران تجاوزت توازنات القوى العراقية والاتفاق على مشاريع صناعية توفر الطاقة الكهربائية، إلى علاقات العراق الإقليمية المتوترة مع عدد من الدول العربية وتركيا. وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان هاجم المالكي أمس وقال إن لديه «مشكلة طائفية». وأضاف، رداً على اتهامات الحكومة العراقية لأنقرة بالتدخل في الشان العراقي أن «تركيا تتدخل في العراق اقتصادياً فقط»، منتقداً «سكوت المالكي» عن التدخلات الخارجية «عندما تأتي من الولاياتالمتحدة أو إيران». وتابع أردوغان خلال مؤتمر صحافي في الدوحة أن «الآخرين يأتون من على بعد عشرة آلاف كيلومتر ويتدخلون في العراق، وإيران أيضاً تتدخل، ولا تفعلون شيئاً، أما عندما يكون الحديث صادراً من تركيا فتبدون اعتراضكم». وزاد: «يتهمنا(المالكي) بإثارة الطائفية. لكن نرى أن لديه مشكلة طائفية وهو غير قادر على التخلص منها».