يواجه متحف عبدالرؤوف خليل صعوبات مالية جمة دفعت أحد مسؤوليه إلى الإعلان عن حاجته الماسة لمبلغ مليون ريال سنوياً يضمن استمراره كواجهة لجدة تحفظ جزءاً مهماً من تاريخها. وأوضح المشرف العام على متاحف عبدالرؤوف خليل في جدة، يوسف كيكي ل «الحياة» أن المتاحف الثلاثة الخاصة بعبدالرؤوف خليل بحاجة إلى دعم مالي يصل إلى مليون ونصف مليون ريال للتشغيل سنوياً، مشيراً إلى أن الدخل السنوي للمتاحف والناتج من إيراداتها لا يتجاوز 300 ألف ريال سنوياً. وكشف كيكي عن إعداد مجلس ثقافي تراثي للمتاحف، مكون من مجموعة من رجال الأعمال، لإعلان أكثر من 50 فعالية مخصصة للقراءة والشعر والأدب وغيرها بشكل أسبوعي، ويكون لكل منها راعٍ لتحريك العملية الثقافية. وأكد كيكي أن المتاحف تملك تصريحاً رسمياً، «وأُؤكد أنها حصلت على التصريح الخاص خلال أسبوع واحد من تقديم الطلب»، موضحاً أن المشكلة تكمن في الدعم المادي والحصول على التراخيص الخاصة بالفعاليات العارضة التي تأتي متأخرة، إذ إن أقصى مدة لتقديم طلب الترخيص من إمارة منطقة مكةالمكرمة هو شهر واحد قبل بدء الفعالية، مشيراً إلى أن غالبية الفعاليات تطرح في مدة زمنية لا تسمح بصدور التصريح لها، مطالباً بوجود جهات معنية خاصة تمنح التراخيص للفعاليات الطارئة التي تعود بالمنفعة على المجتمع. ورأى المشرف العام على متاحف عبدالرؤوف خليل أن مدينة جدة بحاجة إلى متاحف أكثر، تُشكل علامة فارقة للمتاحف في السعودية، لما تتمتع به جدة من تاريخ وموقع استراتيجي يقصدها الكثير من السياح، مقترحاً أن تتحول منازلها الأثرية إلى متاحف مختلفة لكل منها تخصص معين، كأن يحول بعضها إلى متاحف أثرية أو تاريخية أو للفن التشكيلي أو متحف للقطع الأثرية. وتطرق الكيكي إلى بعض المطالب التي تحتاجها المتاحف، ومنها أن تخصص هيئة السياحة والآثار مفاوضاً لكل متحف يُمثل إدارة المتاحف، لتدبير أمور المتحف مع الجهات الرسمية كحل مشكلة الطرقات أمام المتاحف مع أمانة جدة والتي تعاني من تكسير، أو إصلاح الأرصفة أمام أحد المتاحف، والتي تعوق دخول السياح إليه، باعتباره واجهة سياحية للبلاد. وطالب أيضاً بتوفير رعاية أمنية خاصة بالمتاحف من خلال تأمين دوريات أمنية، كونها تحتوي على مقتنيات أثرية ثمينة، لافتاً إلى أن التأمين المعمول به حالياً ليس على الوجه المطلوب، مشيراً إلى أن الشركات الأمنية الخاصة تفوق نفقتها الإمكانات المادية للمتاحف، إذ إن كلفتها تقدر بثلاثة ملايين ريال سنوياً، مؤكداً في الوقت نفسه أن المتاحف مؤمنة داخلياً من خلال تصفيحها بالكامل وتجهيزها بأحدث كاميرات المراقبة، وإحكام أبوابها، وتوفير أجهزة الإنذار، وتدريب بعض الأفراد على الحراسة الأمنية. وأكد كيكي أن مؤشر عدد الزوار للمتاحف في ازدياد، إذ إن عدد الزائرين في السابق لا يتجاوز 700 زائر سنوياً، أما الآن فيتراوح عددهم بين ثلاثة آلاف إلى 4500 زائر سنوياً.