يعتبر متحف مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة أحد أهم المتاحف التراثية الأثرية القديمة. وبعيداً عن صخب المدينة، ووسط الرواشين القديمة، أعاد الجداويون عقارب الزمن إلى الوراء عشرات السنين، ببناء مدينة تراثية فريدة مجهزة بالكامل بأفضل التجهيزات والمكتبات العلمية والمتاحف المتخصصة، حيث استغرق إنجازه 45 عاماً، وهو الآن موسوعة ثقافية بكل ما في الكلمة من معان. زائر المتحف، وبمجرد دخوله من بوابة مدينة المتحف، يشده التصميم والديكور ابتداء من طبيعة البناء الحجازية القديمة، والرواشين، والمقاهي الجداوية القديمة، إضافة إلى جلسات الخزف، وبناء المنازل من الداخل على طريقة المجالس في المنازل الحجازية، ووضع المهن القديمة والأدوات والحرفيات القديمة، وإيقاعات الفنون الشعبية نحو «متاكي» وجلسات «الكرويتات» الجداوية، والمراكيز القديمة، معيدة إلى الأذهان قصصاً وروايات حواري جدة القديمة. من جهته، قال ل»الشرق» مدير المتحف والمسؤول عن متاحف عبدالرؤوف حسن خليل، رحمه الله، الأستاذ يوسف محمد كيكي، إن المدينة وزعت على شاكلة أجنحة بمساحة عشرة آلاف متر مربع، تحتضن 12 مبنى ضمت جوانب كثيرة من التراث الأثرية من قبل توحيد المملكة إلى حاضرنا الجديد، منها الألبسة التراثية والأدوات المنزلية وأدوات العمل، كما نصبت خيما خاصة لبعض الفعاليات، منها خيمة للعزف على الربابة، وأخرى للنقر على الدفوف التي تستخدم في الأعراس، وأفضل المتاحف الخاصة والمكتبات العلمية، والكوادر البشرية للتشغيل والصيانة العامة. وقال كيكي إن هذا الصرح يتكون من العناصر الرئيسية التالية: المسجد مبرة الطيبات الخيرية، والمكتبات، ومراكز المعلومات، ومركز تدريب الموهوبين، ومتحف مدينة الطيبات للحضارات العالمية (بيت عبد الرؤوف خليل التراثي) المؤسس على نمط البيوت في حواري جدة القديمة، مثل خان آل خليل، وشبكة الإذاعة الداخلية بالمدينة، وشبكة التلفزيون الداخلية، وشبكة الاتصالات، وأمن المدينة، والصيانة العامة بالمدينة. وبين مدير المتحف أن المدينة تحتوي على أكثر من مائتي ألف كتاب ومرجع في مختلف العلوم، وما يزيد على ألفي متر مربع من المعلومات على الجدار مع الصور الإيضاحية والمجسمات، إضافة إلى جناح للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وما يزيد على 500 برنامج للحاسب الآلي في مختلف العلوم والمعارف، وعدد من الأجنحة المتحفية في مختلف الحضارات الإنسانية. يذكر أن المتحف يحتوي على 18 جناحاً، وكل جناح يضم ثلاثة أقسام في مختلف مجالات الحضارة الإنسانية، إضافة إلى ذلك أنه يقع على واجهة المتحف جهة الشارع العام بعض المحلات لبيع التحف والشرقيات والأنتيكات تعج بكل ما هو تراثي. المسجد أنشئ على الطراز المعماري الإسلامي (الشرق)