اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان «الدستور اللبناني هو الوحيد في العالم الذي يعطي مشاركة حقيقية للطوائف في الحكم والعمل السياسي، وهذه الصورة هي التي تحاول اسرائيل ضربها، خصوصاً ان اللبنانيين اثبتوا انهم قادرون على اظهار تمايزهم في العيش المشترك». وشدد سليمان امام وفد اغترابي زاره امس في قصر بعبدا، على ان «لبنان تجاوز ازمات عدة بفضل المغتربين وآخرها الازمة المالية، إذ ساهمت تحويلات الاغتراب في تجنب الانعكاسات في الداخل الذي اتخذ بدوره سلسلة تدابير لمواجهة التداعيات». وأكد ان «لبنان الذي استعاد موقعه على الخريطة الدولية في خلال العام المنصرم وأعاد مكانته واحترام الدول له، وانطلقت مؤسساته الدستورية الى العمل بانتظام، هو اليوم في صدد تشكيل حكومة ولو اخذ الامر بعض الوقت لأننا للمرة الأولى نؤلفها بلا ضغوط او تدخلات خارجية الا انها ستكون حكومة وحدة وطنية تمثل لبنان كله لتستطيع مجابهة الاخطار وخصوصاً من العدو المعروف من الجميع وهو اسرائيل». وقال: «علاقاتنا الخارجية وخصوصاً العربية ممتازة وبرهن لبنان خلال العام المنصرم انه ليس ساحة لصراع الآخرين بل مكان للالتقاء والتحاور». ودعا سليمان الشباب المغتربين الى «العودة باستمرار الى الوطن وشد اواصر العلاقات بين ابناء الاغتراب في دول الانتشار لأن في ذلك قوة للبنان يحتاجها لكي تكون داعمة للوطن الأم». وكان سليمان التقى ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز يرافقه مستشار الشؤون السياسية دييغو زوريليا واطلع منه على تطورات الاوضاع في الجنوب والقرار 1701، إذ أشار رئيس الجمهورية الى الخرق المستمر للقرار عبر شبكات التجسس والخروق اليومية، لفت الى «ضرورة العمل على الحفاظ على استقرار الاوضاع في الجنوب وتمتين العلاقة بين الجيش و «يونيفيل» والأهالي». ونقل النائب الوليد سكرية الذي التقى سليمان مع وفد «لجنة دعم المقاومة في فلسطين» لدعوته الى رعاية مؤتمر «حق العودة ورفض التوطين»، عن الرئيس تأكيده ان «من ثوابت السياسة اللبنانية التي ينص عليها الدستور اللبناني رفض التوطين والدعوة والاصرار على حق العودة للشعب الفلسطيني». وعرض سليمان مع السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري «للعلاقات الثنائية الجيدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية على مختلف المستويات وفي شتى المجالات».