هو العاصفة التي تعقب الهدوء، من الصعب أن يركن مدافع لبروده، ذلك أنه قادر على العودة سريعاً، وإرباك الحراس، وتسجيل الأهداف، لذا اختارت له الجماهير لقب «الزلزال» مهاجم نادي الشباب ناصر الشمراني هداف الدوري السعودي أربع مرات، يرفض وصفه بالمغرور، لأنه يعتبر ثقته العالية بإمكاناته جزءاً مهماً من شخصيته داخل الملعب. في حديثه ل«الحياة» يصف الشمراني زميليه السابقين عبده عطيف وكماتشو بالعبقري و«الداهية» على التوالي، ويؤكد أن العمل الجماعي في ناديه وتكاتف اللاعبين مع الأجهزة الفنية والإدارية قادا الشباب إلى تحقيق لقب الدوري، ويشدد على قدرة الكرة السعودية على إنجاب مهاجمين بارزين من جديد. نترككم مع تفاصيل الحوار: على رغم ما تقدمه من مستويات مميزة مع الشباب إذ تصدرت قائمة هدافي الدوري السعودي أربع مرات، إلا أنك لا تظهر بالشكل ذاته مع المنتخب السعودي، فبعضهم يرى بأنك تفتقر إلى الحماسة مع المنتخب... ما تعليقك؟ - أولاً الحمد لله على كل حال. أما عن بروزي في نادي الشباب فهو يأتي بعد فضل الله نتيجة دعم زملائي اللاعبين، إضافة إلى الاهتمام الإداري والفني والاستقرار الذي يعيشه الفريق في الأعوام الماضية، فزملائي لهم الدور الأبرز في تحقيقي لقب هداف الدوري أكثر من مرة، لأنهم يدعمونني داخل الملعب ويساعدوني من خلال التمريرات التي تمنحني فرصة التسجيل، وبعضهم موجودون معنا إلى اليوم والبعض الآخر رحل، فأشكرهم جميعاً على ما وجدته من مساندة، وفي هذا الموسم أيضاً أشكر زملائي الذين ساروا على خطى اللاعبين السابقين في تمريراتهم لي، وعموماً للتدريبات اليومية دور مهم في إبراز أي لاعب، كما أن الرغبة الكبيرة في التفوق كل موسم تجعلني أبدأ الإعداد للمنافسات الرياضية بشكل خاص، رغبة في الحفاظ على مستواي، أما عن مستواي مع المنتخب فالكل يعلم أني لم أجد الفرصة ذاتها التي توافرت لي مع الشباب خلال مشاركاتي في السنوات الماضية مع المنتخب، ففي غالبية المباريات شاركت لاعباً بديلاً، وحين شاركت أساسياً أكون مقتنعاً بأني سأستبدل في الشوط الثاني، وبشكل عام الوضع مختلف بين المنتخب والشباب، في النادي أجد الفرصة والثقة والاستمرارية، وهو ما يساعدني على التميز والتسجيل، أما عن الحماسة والروح فالأمر لا يختلف، فأنا أشارك مع المنتخب والشباب بالرغبة ذاتها، لكن من أراد أن يقارن بين ظهوري في النادي والمنتخب فعليه أن ينتبه للفوارق فأنا في النادي أستفيد من استمرارية المشاركة، وفي المنتخب أحاول جاهداً أن أسجل الأهداف أو أصنعها، والتوفيق في نهاية الأمر بيد الله وقد تحول الظروف بيني وبين التسجيل. ما السبب وراء استحواذك الدائم على لقب هداف الدوري؟ - الطموح هو السبب الرئيسي، فأنا أدخل كل موسم رياضي، وأضع نصب عيني أهدافاً أريد تحقيقها أولها البطولات التي نحققها كفريق، بعد ذلك يأتي البحث عن الألقاب الشخصية. ألا ترى بأننا في السعودية اليوم نعاني من قلة المهاجمين البارزين... ما السبب في رأيك وراء ذلك؟ - فعلاً في المواسم الأخيرة عانينا في السعودية من ندرة المهاجمين، لكني على ثقة بأننا سنرى مهاجمين بارزين في السنوات المقبلة، فالكرة السعودية ولادة، أما عن الأسباب فيأتي في مقدمها تراجع مستوى الأندية فأسماء بارزة مثل نايف هزازي وياسر القحطاني ومحمد السهلاوي تعاني أحياناً من تراجع أداء فرقها، فالمهاجم إن لم يجد التمويل من لاعبي الوسط تصعب عليه مهمة التسجيل وبالتالي يغيب عن تأدية دوره الأهم. وبرأيك... من أبرز المهاجمين في السعودية اليوم؟ - إن كان الحديث عن هذا الموسم فيوسف السالم ظهر بشكل مميز، كذلك الحال بالنسبة إلى محمد السهلاوي، فعلى رغم تراجع مستوى النصر إلى أنه يقدم مستوى مميزاً على المستوى الشخصي، ونجح في تسجيل أهداف عدة من دون ركلات جزاء بحسب ما أعتقد، إضافة إلى فيكتور فهو منافس لي من الموسم الماضي وتيقالي أيضاً لاعب الاتفاق هؤلاء دائماً ما ينافسونني طوال الموسم. أي المدافعين يزعجك اللعب أمامه؟ - كثيرون أبرزهم مدافع نادي الاتحاد أسامة المولد ومدافع الهلال أسامة هوساوي الذي أبارك له انتقاله لأندرلخت البلجيكي. وعن حراس المرمى أيهم الأفضل بحسب خبرتك؟ - أفضل حارس في المواسم الماضية وهذا الموسم تحديداً هو وليد عبدالله إذ لم يدخل مرماه طوال منافسات الدوري هذه السنة سوى 15هدفاً على رغم الضغوط التي عانها والآراء التي قللت من إمكاناته وحمّلته بعض هزائم المنتخب السعودي، وأستغرب مثل تلك الآراء، فالحظ يغيب عن اللاعب أحياناً وإن لم يظهر وليد بالشكل المطلب في مباراة فيجب ألا يدفعنا ذلك إلى تجاهل كل ما قدمه في المباريات الأخرى، كذلك الحال بالنسبة إلى حارس الاتفاق فايز السبيعي الذي شارك وليد التميز هذا العام. خلال أعوام ماضية لعبت أمام عدد كبير من صناع اللعب من هو أفضل صانع لعب ساعدك على التسجيل؟ - أرفض تسميتهم بصناع لعب فهم أقرب إلى المهندسين، أنا طلق على كل من يلعب في ذلك المركز لقب البروفيسور، أما عن أبرز من لعبت معهم فالعبقري عبده عطيف والداهية كماتشو، إذ إنهم يجبرونك على التسجيل من خلال الكرات التي يوفرونها لك أمام المرمى، حتى في الأوقات التي لا أكون فيها جاهزاً بالشكل الكامل لخوض مباراة حين أكون مريضاً أو مصاباً يحرجونني بالتمريرات وأجد نفسي أمام المرمى وأسجل، لهم الفضل بعد الله سابقاً لتسجيلي الكثير من الأهداف. تتهم بالغرور بينما تنتشر إشاعات عن خلافات بينك وبين زملائك اللاعبين في الفريق... ما مدى صحة تلك الأقاويل؟ - لست مغروراً كل ما في الأمر أن ثقتي بنفسي داخل الملعب عالية، والبعض يعتبر ذلك غروراً، أنا مرح مع الجميع خارج الملعب وأمزح مع الصغير والكبير وبالعامية يقولون: «اللي ما يعرفك يجهلك» لكن القريب مني يعرف أخلاقياتي، ومن ناحية ما يثار عن مشكلات بيني وبين زملائي فكل ذلك لا يتعدى كونه إشاعات الهدف منها إشغال الفريق، وأدعو كل من يشك في ذلك إلى زيارة النادي وأن يرى بعينه ناصر على حقيقته، والعلاقة التي تربطني بكل لاعبي الفريق، والعمل هذا الموسم في الشباب مبني على تكاتف الجميع إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً وجهازاً طبياً، من أصغر عامل في النادي والكل يحترم عمله ويخلص فيه، لأن كل من يخل بعمله سيؤثر في مجهودات الإدارة والعمل الكبير الذي قمنا به طول العام، وعموماً ظهوري بهذا المستوى خلال الموسم دليل على أن كل أخبار الخلافات لا تتعدى كونها إشاعات، فالخلافات تحرم اللاعب من الظهور بالمستوى المطلوب وتشغله عن تأدية دوره. قلل الكثيرون من قدرة الشباب على الفوز بالدوري، ووصفوه كثيراً بالفريق «قصير النفس» كيف نجحتم في التغلب على تلك الضغوط والمحافظة على الصدارة حتى الجولة الأخيرة؟ - أولاً أعتقد بأننا حققنا الدوري قبل انطلاق الموسم من خلال الانضباطية والجدية التي كنا عليها في المعسكر التي، كنا على روح واحدة وأسرة واحدة أكثر من أي موسم آخر، كما أن المدرب نجح في تغيير الفريق بشكل جذري تقريباً وعرف برودوم في مدة قصيرة كيف يصنع تجانساً بين الفريق وزرع في اللاعب الشبابي الفكر الاحترافي، فنحن معه عشنا الاحتراف الخارجي، ونحن في السعودية ربما فقد الشباب اللعب الجمالي هذا الموسم بحكم أن الانضباطية داخل الملعب طغت على جمال الأداء، لكن المدرب عمل على ذلك منذ بداية الموسم وحصل عليه اليوم وفي المستقبل بإذن الله سنكون قادرين على الجمع بين الانضباطية والأداء الجمالي الذي عرف به الشباب، لكن المهم في هذا العام أننا حققنا لقب الدوري بعد أن فقدناه 6 أعوام، وهو الإنجاز الذي تشكر إدارة النادي أيضاً، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور رئيس النادي خالد البلطان وما قدمه طوال الموسم. ماذا عن إصابتك في مباراة الأهلي الأخيرة وهل ستكون مشاركاً في لقاء النصر في افتتاح كأس الملك؟ - أحب أن أطمئن جمهور الشباب، بأني تعرضت لشد قوي، جاء بسبب الرطوبة العالية ليلة المباراة، وكان ممكناً أن يعرضني إلى تمزق لو لم يتم استبدالي، لكنني اليوم بخير ولله الحمد، وبإذن الله وسأكون مشاركاً في لقاء النصر المقبل. تعتبرك الجماهير اليوم المهاجم الأول بل وربما الوحيد في الفريق وتعقد عليك آمالها... ألا يوقعك ذلك ضحية للضغوط؟ - لم أشعر بهذا الشيء إلا نهاية الموسم وفي الجولات الثلاث الأخيرة ربما، إذ تلقيت اتصالات من جماهير يطلبون مني حث زملائي اللاعبين على الفوز وتحقيق بطولة الدوري، كل ذلك ساعدني في النهاية على تحقيق طموحاتهم، وأنا قادر على خلق التوازن بين رغبات الجماهير وقدرتي داخل الملعب من دون أن أقع ضحية للضغوط لما أمتلكته من خبرة. التقيتم الرئيس الفخري للنادي الأمير خالد بن سلطان بعد تحقيق البطولة... كيف كان أثر هذا اللقاء فيكم كلاعبين؟ - نحن لا ننسى وقفات الأمير خالد بن سلطان معنا وتشجيعه الدائم لنا كلاعبين، فهو يحثنا بشكل متواصل على الظهور بالشكل المطلوب وتقديم الصورة الحقيقية لنادي الشباب، وكذلك الحال بالنسبة إلى أبناء الرئيس الفخري فهد وعبدالله وسلمان الذين وقفوا مع الفريق وبثوا روح الحماسة فينا، ولقاؤنا بالأمير خالد بن سلطان كان له أثر كبير فينا، فهذا الاهتمام يشعرنا بقيمة ما نقدمه داخل الملعب ويزيد من رغبتنا في خطف المزيد من الألقاب، ولا ننسى وقفات الأميرين خالد بن سعد وعبدالرحمن بن تركي، لكن خلف كل إنجاز أحققه أنا أو الشباب يقف دائماً رئيس النادي خالد البلطان الذي لا توفيه الكلمات حقه.