أُسست أفواج الإطفائيين لنجدة الناس أثناء اندلاع الحرائق، لكن شيئاً فشيئاً وجد الإطفائيون أنفسهم مضطرين لممارسة مهن أخرى، فتحولوا مسعفين صحيين وسمكريين ومعالجين نفسيين وغير ذلك، ما جعلهم عاجزين أحياناً عن تنفيذ مهماتهم الأساسية بسبب الاتصالات الكثيرة التي تجعل المقسمات الهاتفية في مراكزهم عاجزة عن الرد على الأشخاص الذين يحتاجون فعلاً إلى النجدة. وينطبق هذا الوضع على كل مراكز الإطفاء في المدن الأوروبية الكبرى الأمر الذي دفع السلطات إلى تنظيم حملات توعية حول مسؤوليات الإطفائي والحالات التي تتطلب تدخله، وهي أساساً الحرائق وتسرب الغاز وخطر انهيار الأبنية والصعقات الكهربائية و... ففي باريس ورد في تقرير رسمي أن فوج الإطفاء الخاص بالعاصمة الفرنسية وضواحيها القريبة، تلقى في عام 2011 أكثر من 1,6 مليون اتصال هاتفي (6 آلاف يومياً) بينها مليون اتصال لا علاقة لها بمسؤوليات الإطفائيين، إضافة إلى 70 ألف اتصال من طريق الخطأ بسبب الضغط غير المتعمد على أرقام الهواتف الخليوية في جيوب الرجال والحقائب اليدوية للنساء. وذكر التقرير أمثلة طريفة عن الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها مركز الإطفاء في باريس، ومنها: اتصلت امرأة طالبة من رجال الإطفاء نصب سلمهم الكبير في الشارع حتى شقتها في الطبقة السادسة لأنها وعدت طفلها بذلك إذا أمضى النهار هادئاً. اتصال من عالم «روحاني» ادعى أنه «يرى» ناراً مشتعلة في أحد الأحياء، لكن الإطفائيين لم يجدوا أي أثر ل «رؤية» النار. اتصال من امرأة تطلب المساعدة على إدخال ابنها إلى المنزل، لأنه يرفض الدخول قبل أن يخرج منه صديقها. اتصلت امرأة ثلاثة آلاف مرة خلال شهر واحد لكنها لم تطلب شيئاً من الإطفائيين، بل أسمعتهم أغاني المطربة شاكيرا وانتهى بها الأمر في مركز الشرطة. وفي مدن أوروبية أخرى سجلت مراكز الإطفاء اتصالات طريفة، منها: في ميلانو، اتصل رجل بعد منتصف الليل طالباً النجدة لأن شخير جارته يمنعه من النوم. في العاصمة التشيخية براغ اتصلت امرأة برجال الإطفاء زاعمة أن قطتها تموء مواء غريباً، على رغم خضوعها لعملية تعقيم، وطلبت إحضار قط لتهدئة الموقف. أما أطرف اتصال فحدث في العاصمة الكرواتية زغرب حيث اتصلت امرأة، في الثمانينات من عمرها، وطلبت المساعدة على إقناع زوجها الثمانيني أيضاً، بابتلاع حبة ثانية من الفياغرا!