حذرت اختصاصية اجتماعية من استغلال بعض المشاهير، خصوصاً في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«تويتر»، بعض المعجبات من الفتيات الصغيرات، موضحة أن هناك «مشاهير يستغلون هذا الإعجاب لتحقيق نزواتهم الشخصية، وإشباع رغباتهم الدونية». وقالت المستشارة الزوجية والأسرية سلوى العضيدان، في تصريح ل «الحياة»: «إن التحرشات الجنسية هي الغالبة مع وجود الاستغلال الفكري والعاطفي»، مبينة أن بعض الفتيات كن «على شفا الانهيار، والتفكير في الانتحار، بسبب هذه المشكلات»، داعية الأهالي إلى «إشباع بناتهن عاطفياً ووجدانياً، وأن يتعلموا فن الإنصات لهن، وتزويدهن بخبراتهم في الحياة، واحتوائهن، وغرس الثقة في نفوسهن، بحيث لا تخبئ الفتاة شيئاً عن والديها». وأشارت العضيدان، إلى أن بعض الفتيات «تتبنى فكر هذا المشهور، حتى وإن كان منحرفاً، من أجل أن تحوز على رضاه ومحبته»، وأضافت أن «الشخصيات المشهورة التي أقصدها، هي كل شخص سُلطت عليه الأضواء الإعلامية، وأصبح معروفاً للعامة، أياً كان مجال شهرته، لذلك لم أخصص نوعية معينة. والمشهور إنسان في نهاية الأمر، معرض للزلل والخطأ»، مبينة أن «نوعية الاستغلال تختلف بحسب اختلاف عقليات هؤلاء الفتيات، فربما كان الاستغلال عاطفياً، أو فكرياً»، مبينة أن «التحرش الجنسي هو الغالب، مع وجود الاستغلال الفكري والعاطفي، أما بالنسبة للابتزاز والتهديد فهو نادر، وربما كان خوف المشهور على سمعته والمكانة الاجتماعية التي وصل إليها، والفضيحة التي تنتظره، لهما دور كبير في ندرة الابتزاز والتهديد». واستشهدت بقصص كانت طرفاً فيها، بحكم كونها عملها في مجال تقديم الاستشارات الأسرية والزوجية، منها «فتاة كانت على وشك الانهيار النفسي، بعد أن أوهمها مشهور بأنها كل حياته، واستمر ينسج لها من حكايا العشق والغرام ما جعلها تتجرأ على مقابلته، وحين طالبته بالزواج؛ أخبرها أنه قطع علاقته بخمس فتيات قبلها، لأنهن طالبنه بالزواج، وهو متزوج، ولا يريد أن يُغضب زوجته. وحين أصرت عليه قال: سأتزوجك مسيار أسبوعاً، وأطلقك». وأبدت استنكارها لهذا الاستغلال، متسائلة: «أليس من الظلم أن تنهدم حياة فتاة في ال17، بسبب بريق إعلامي خادع؟!». وأوضحت العضيدان، أن «الخوف يسيطر على الفتيات، خشية من الفضيحة». وقالت: «لم تمر عليَّ أي حالة، رفعت فيها فتاة قضية على مشهور، فالخوف يُلجم الفتاة حتى من أن يعرف أهلها بالأمر، بسبب هذه القصص»، مبدية أسفها من وصول بعض الحالات التي «تكون الفتاة على شفا الانهيار النفسي، والتفكير في الانتحار». وطالبت الشخصيات المشهورة، التي «لا زالت تعبث وتتلاعب بقلوب الفتيات، أن يعيدوا التفكير في أساليبهم مع الفتيات، فحكاية شهريار من العبث أن تتكرر في هذا الزمن»، هامسة في أذن «كل من يتلاعب بمشاعر الفتيات؛ أن يتقي الله تعالى فيهن، ولا يتلاعب بقلوبهن الغضة، وأن لا يكون سبباً في انهيار حياة فتاة وتعذيبها طوال العمر، فإن كان قصده شريفاً؛ فليطرق الباب، وإلا فليرحل بكرامته، قبل أن تكون حكايته مادة صحافية يسقط فيها مجده، وكل ما بناه في سنين». وبينت أنها لم تُشر إلى أسماء معينة، «لكني أوجه رسالتي إلى أي مشهور؛ بأن يحافظ على شعبيته، ونظرة الاحترام التي يحظى بها بين معجبيه، وعدم زج نفسه في ألاعيب صبيانية، واستغلال عواطف المُراهقات الصغيرات، وإيهامهن بالحب، وحين يصل الأمر إلى الجدية في العلاقة، وهو الزواج، يهرب ليتركها في عالم الحسرة والألم والوساوس السوداء. فمن سيصدقها ويكذب نجم مشهور». وأردفت العضيدان، أن «هذه الحركات الصبيانية قد تصدر من مراهق غرير، لكنها لا يفترض أن تصدر من أناس وثق الناس فيهم، وأحاطوهم بالحب والشعبية الجارفة»، موضحة أن هناك «فتيات من تتبنى حتى فكر هذا المشهور، حتى وإن كان منحرفاً، من أجل أن تحوز على رضاه ومحبته، وهذا مُنعطف خطير في تخدير العقول، وتغيير ثقافة مجتمع، من خلال التأثير على عقول فتياته»، داعية كل فتاة إلى «عدم الانجراف بمشاعرها نحو أي مشهور، حتى لا تندب حظها فيما، بعد أن تخسر الكثير». ...وتنصح الأهل ب «إشباع بناتهن عاطفياً... والإنصات لهن»