أثناء تسوقي في أحد المجمعات التجارية شعرت بالعطش الشديد وتوجهت لأحد الأركان المخصصة للعائلات لتناول كوب من العصير، وأثناء جلوسي في المكان سمعت حديث الفتاة التي تجلس بجواري فقد كان صوتها عاليا وحادا وهي تجادل من معها على الطرف الآخر من الخط. وسأصدقكم القول دفعني للإنصات لها فضولي كأنثى، فأصغيت لما تقول خاصة وأنها كانت تتوسل الشاب. سمعت عباراتها التي بدأت هادئة، ثم فجأة تغيرت نبرة صوتها وشعرت بأنها تكاد تبكي وهي تردد “متى بتتزوجني؟” كانت ملامح الفتاة والموقف الذي تمر به يدل على حالة من الذل والاستسلام لهذا الشاب. وتساءلت: هل أساءت الاختيار ومنحت قلبها لمن لا يستحقه؟ تلك الفتاة نموذج لما تمر به الكثير من الفتيات اللاتي يطمحن للحب واختيار شريك الحياة بعيداً عن أعراف المجتمع والزواج التقليدي. ورغم تفهمي لموقفهن إلا أنني ألاحظ أنه في كثير من الحالات ينتهي المطاف بالبنت التي تحاول الاختيار بطريقتها الخاصة لتكون ضحية شاب يتلاعب بمشاعرها ويتركها محطمة، ليتزوج بأخرى اختارها أهله. والحديث هنا ليس حول مدى شرعية الحب، ولكنه عن الأحلام الوردية التي تداعب عقول الكثير من الفتيات اللاتي يحلمن بعيش قصص حب خيالية، وسذاجة بعضهن التي تدفعها للانجراف في مشاعرها. فبعضهن تفرط في شرفها أو تهرب مع شاب غير مكترثة بما سوف يحدث لها أو لعائلتها نتيجة الفضيحة. ورغم مئات الحوادث التي تملأ صفحات الصحف والمواقع والأحاديث في المجالس حول القبض على فتيات بصحبة شباب، أو العثور على لقيط أمام مسجد، تتكرر المأساة وتقع البنات في أخطاء. ولو قدر للفتيات أن يدخلن لعقول الشباب العابثين ومعرفة أغراض إقامة العلاقات مع البنات لما وجدنا ما يسرهن وما انجرفن في تلك العلاقات وخسرن كرامتهن وشرفهن.