• أنا إنسانة فاشلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وكلما حاولت تحقيق ذاتي حصل العكس، وانقلب إلى فشل، مع أن معظم تصرفاتي في البداية تكون حلوة لكنها تنقلب وتنتهي بألم، ومع ذلك أحاول جاهدة أن لا يدخل اليأس إلى نفسي، مع أني أعترف أن ما يحدث معي قد حولني من إنسانة متفائلة ومرحة إلى إنسانة كئيبة وحزينة، ولا أبالغ إذا قلت إنني وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها معقدة من كل شيء يدور حولي، وأول هذه العقد إحساسي أنني لا أستطيع الوصول إلى النجاح في أي شيء، و أنني أضخم المواضيع وأكبرها وأحمل همها، وقد يذهب النوم من عيناي، معاناتي لها عام ونصف، وبدايتها عندما كتبت رسالة إلى ابن عمتي أخبرته فيها بحبي له، ثم أصبحنا نتبادل الرسائل، لكن جاءتني لحظة شعرت فيها أن علاقتي معه فيها خيانة لأهلي، لأنها علاقة ظلام، وطلبت منه أن تتوقف الرسائل بيننا، وإذا كان يريدني كزوجة له، عليه أن يأتي إلى بيتنا ويدخله من الباب، وبدلا من أين يطرق بابنا لخطبتي، جاء إلى بيتنا يخبر أمي في رغبته الزواج من فتاة ثانية، هذا الخبر نزل علي كالصاعقة، أبكاني كثيرا وجعل الفرحة به تطير من قلبي، خاصة وأنه صارحني بحقيقة مشاعره لتلك الفتاة، وزاد أنه إن أراد الزواج فلن يتزوج من الأقارب، وكلامه هذا جعلني أكره نفسي وجعل الحياة تضيق بي وأشعرني بأني ناقصة عن كل البنات، وبهدف أن أكون مثله، التحقت بالجامعة، لكنني فشلت وتركتها، ومن يومها أصبحت أعاني من اكتئاب وفشل دائم في حياتي، وخوف داخل قلبي من أن يفضح ابن عمتي علاقتنا السابقة. سؤالي كيف أستعيد ثقتي بنفسي وكيف أتصرف إذا علم أهلي بعلاقتي السابقة مع ابن عمتي؟ دلال تبوك ما ذكرته لا يشير إطلاقا إلى أنك فاشلة، كل ما في الأمر أنك تنظرين للحياة بنظرة غير واقعية في كثير من الأحيان، إضافة إلى أنك ترين أن ما تعتقدينه هو الصواب، فقصة ابن عمتك على سبيل المثال لا تشير إطلاقا إلى سوء طالع أو سوء حظ، فهو شاب له فلسفته في الزواج وفي المرأة التي يرتبط بها، وكونك لم تلفتي نظره فليس شرطا أن تكوني سيئة، وربما لو عشت معه تحت سقف واحد لغيرت رأيك به، وقد تجدين فيه من الصفات ما يجعلك تبتعدين عنه، ولو كان مناسبا لك لانجذب إليك، أما أنك أحببته فلأنك رأيت بعضا من صفاته الظاهرية، وما يؤكد أنه يلعب بك، أنه استجاب لرسالتك وبدأ بمغازلتك وحين جد الجد أعرب عن عزوفه عن الزواج من الأقارب، إذا هو ليس جادا، بل إنه استغل ميلك العاطفي له واستجاب عله يأخذ منك بعضا مما يريده الشباب من الفتيات، ولقد كنت على عكسه تملكين من القيم والحرص على سمعة أسرتك وخوفك من أن تكوني خائنة لثقتهم ما جعلك تعودين إلى جادة الصواب، وذكرت له إن كان جادا فليطرق الباب وليدخل منه وليبتعد عن سلوك الطريق الخاطئ، وكان جوابه على دفعك له إلى الصواب أن قال إنه لا يريد أن يتزوج من الأقارب، فهل هذا هو النموذج الذي تريدين الارتباط به؟ وهل هذا هو الزوج الذي يمكن الاطمئنان له، بتقديري، أن الله أبعده عن طريقك لأنه ليس جادا، ولا تدرين كم من الفتيات اللواتي وقعن ضحية لأمثاله، والواضح أنه يسهل عليه أن يلعب بعواطف الفتيات أمثالك، وأية فتاة حكيمة في مثل وضعك ستحمد الله أنه ابتعد عنها، وسنك لا ينبغي أن يجعلك تشعرين أن فرصة الزواج قد فاتتك فأنت لا تزالين صغيرة، أما عن الدراسة فالفرص اليوم للتعلم عن بعد من خلال نظام الانتساب الموجود في العديد من الجامعات موجود ومتاح، وليس شرطا أن تجعلي مستقبلك الدراسي مرتبطا ومرهونا بتحدي ابن عمتك، احمدي الله أن الأمور كشفت وظهرت جلية قبل أن تتورطين فيما هو أسوأ من ذلك، التحدي الحقيقي له أن تتابعي دراستك وتقصدين رب الكون الذي بيده مقاليد كل شيء وتتطلبين منه أن ييسر لك زوجا يخافه بك ويصونك ولا يتلاعب بعواطفك.