واصل امس نواب المعارضة و «قوى 14 آذار» حملتهم على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مطالبين باستقالته في اليوم الثاني من جلسة المناقشة العامة لسياسة الحكومة، فيما حفلت الجلسة بردود من نواب الأكثرية، لا سيما «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و «حزب الله»، دافعوا بمعظمها عن الحكومة بإثارة إرث الحكومات السابقة، من دون أن يغفل بعض نواب الأكثرية عن الإشارة الى «إخفاقاتها» وانتقاد سياستها بالنأي بالنفس عن الأزمة السورية. وكثر عدد نواب «قوى 8 آذار» الذين طلبوا الكلام للرد على «حملة المعارضة» ضد سلاح «حزب الله» وانحياز بعض الأكثرية للنظام السوري، بحيث اضطر رئيس البرلمان نبيه بري لتذكير الكتل النيابية لليوم الثاني بوجوب خفض عدد المتكلمين وإلا اضطر الى تمديد المناقشات الى يوم السبت بدلاً من اليوم الخميس. وركزت مداخلات نواب «حزب الله» على الدفاع عن المقاومة وسلاحها وتحدث النائب حسن فضل الله في الجلسة المسائية . وقال: «دعوا سلاح المقاومة وهو ليس من شأنكم ولا يقبل المزاح». ودافع عن الحكومة واصفاً ما يقال عنها بالضجيج، وأضافت: «خابت قراءات المنجمين وهم كذبوا ولو صادقين، فكيف إذا كانوا كاذبين؟». وهاجم حكومات الرئيس السنيورة. ورد السنيورة على كلام فضل الله مستشهداً بحديث للرسول محمد صلّى الله عليه وسلم فقال: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدق فيها الكاذب ويّكذّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة». قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة». وكان فضل الله أنهى كلمته فرد على السنيورة من داخل القاعة وطلب بري شطب كلام السنيورة الذي قال: «صباحاً سمعنا دعوة الى مد اليد والآن نرى إصبعاً يرتفع». وكان النائب في الحزب نواف الموسوي دعا صباحاً الى الذهاب الى طاولة الحوار قائلاً: «لكن لا نستطيع أن نذهب منذ البداية الى موقف يقول يجب نزع سلاح المقاومة وبعدها نبحث». وأثار نواب «تيار المستقبل»، لا سيما النائب عمار حوري قضية استدعاء المحكمة العسكرية ل 19 شاباً من منطقة الطريق الجديدة على خلفية الاشتباه بمشاركتهم في أحداث كانون الثاني (يناير) 2007 بين أبناء المنطقة و «حزب الله» أثناء مرحلة الانقسام السياسي في البلاد، واعتبر حوري أن «هذا الاستدعاء يسبب فتنة». وأدت إثارة هذه القضية الى اتصالات واسعة لتفادي مضاعفاتها خصوصاً أن الذين تم استدعاؤهم من أنصار «تيار المستقبل». وأجرى الرئيس ميقاتي الذي فوجئ باستدعائهم اتصالاً بوزير العدل شكيب قرطباوي وأبلغ من يعنيهم الأمر أنه سيتابع الموضوع شخصياً لمعالجته. كما جرت اتصالات من الجهات السياسية المعنية أدت الى تجميد الملف بحق هؤلاء وصرف النظر عن استدعائهم، منعاً لمضاعفات ذلك على صعيد الشارع. من جهة ثانية، نفت مصادر الرئيس ميقاتي الأنباء عن أنه طُلب من لبنان الاستعانة بمطار القليعات العسكري شمال لبنان لاستخدامه من أجل هبوط وإقلاع طائرات المراقبين الدوليين في سورية. وذكرت المصادر ان ميقاتي التقى قبل الظهر قائد الجيش العماد جان قهوجي وأكدت أنه لم يتبلغ من قائد الجيش أنه طلب من لبنان أي شيء من هذا القبيل. وفي مجال آخر زار الجنوب أمس قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيوش الأميركية الجنرال فنسنت بروكس أمس، وجال على الخط الأزرق يرافقه قائد المنطقة في الجيش اللبناني العميد صادق طليس. وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها قائد عسكري أميركي للمنطقة. واجتمع الجنرال بروكس مع قائد القوات الدولية (يونيفيل) الجنرال باولو سييرا ثم عاد فزار قرى محاذية للخط الأزرق وتوقف هناك أمام حديقة إيران التي أقامتها الهيئة الإيرانية لإعادة اعمار الجنوب، وهي تطل على مستوطنات إسرائيلية. وكان بروكس وصل الى لبنان أول من أمس واجتمع مع العماد قهوجي وكبار المسؤولين العسكريين. وقال بيان للسفارة الأميركية إنه بحث التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين والمساعدات العسكرية ودعم مبادرات لبنان لتنفيذ التزاماته بموجب قراري مجلس الأمن 1559 و1701.