باشر الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية اتخاذ التدابير الأمنية المشددة التي قررها مجلس الدفاع الأعلى قبل 3 أيام، وشدد عليها مجلس الوزراء في جلسته أول من امس، وعلى رفع الغطاء السياسي عن المسلحين الى أي جهة انتموا، وأقام الجيش حواجز أمنية مكثفة في الشوارع والمفارق الرئيسة في العاصمة وقام بتفتيش السيارات بحثاً عن السلاح. وقالت مصادر مطلعة ان قيادة الجيش زادت وحداته المعنية بحفظ الأمن في بيروت، وكذلك قوى الأمن الداخلي، مع أوامر مشددة بحفظ الأمن استناداً الى قرارات السلطة السياسية. وتراجعت حدة التصريحات السياسية التي تناولت على مدى الأيام العشرة الماضية اشتباكات برج أبي حيدر بين مسلحي «حزب الله» و «جمعية المشاريع الإسلامية» التي خلفت 3 قتلى و11 جريحاً وتسببت بخلاف سياسي بين الحزب وحلفائه من جهة وبين «تيار المستقبل» وحلفائه من جهة ثانية، حول موضوع انتشار السلاح وعلاقته بالمقاومة، وغلبت على المواقف لهجة التهدئة باستثناء سجال حصل مع نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي قال في كلمة أول من أمس في معرض حديثه عما حصل، ان بيروت مدينة لأهلها بكل تشعباتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، واضاف: «لا يوجد أصحاب لبيروت يقولون لنا ما نفعل وما لا نفعل...». وأثار هذا الكلام حفيظة النائب عمّار حوري الذي اعتبر أن قاسم «وجّه إهانة الى بيروت وأبنائها لأنها لا تخاطب هكذا»، مطالباً إياه بالاعتذار. وكان موضوع الانتقادات للجيش واعتبار بعض التصريحات أنه تأخَّر في التحرك لوقف اشتباكات برج ابي حيدر، أثير في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس من قبل وزير الدولة يوسف سعادة (المردة) الذي قال إننا كنا ننتظر ان يرد الجيش على التشكيك بدوره وأن يوضح المسؤولون ما حصل ويدافعوا عنه، وأيده في ذلك وزير الطاقة جبران باسيل. وإذ رد عدد من الوزراء على ذلك، شدد رئيس الحكومة سعد الحريري على ان «لا تشكيك بالجيش الذي هو ملاذ المواطن، وما قيل في هذا الصدد كان نتيجة صرخة الناس في الشارع الذي أخذت تسأل عن الجيش لحمايتها ومنع الأذى عنها. وبعض المواقف التي صدرت في هذا الخصوص كانت انعكاساً لما قاله المواطنون، كما ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي دافع عن إجراءات الجيش ذكّر بأنه كان تعرّض حين كان قائداً للجيش لانتقادات كثيرة، وأكثر من تلك التي صدرت خلال حادثة برج ابي حيدر. وعلينا ان نستوعب انتقادات الناس». واجتمع الحريري ليل أول من أمس مع قائد الجيش العماد جان قهوجي للبحث معه في الإجراءات المشددة التي بدأ الجيش اتخاذها. على صعيد آخر، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت في بيان، أن وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب جيم مارشال زار لبنان أمس، وناقش مع الحريري ووزير الدفاع الياس المر العلاقات الأميركية – اللبنانية. وأكد الوفد خلال الزيارة «التزام الولاياتالمتحدة دعم لبنان قوياً مستقلاً وديموقراطياً». وذكرت السفارة في بيانها ان مارشال عضو في لجنة القوات المسلحة التابعة للكونغرس، ورافقه في الزيارة كل من النواب جاين هارمان من كاليفورنيا، بيتر ولش من فيرمونت، تشارلز دينت من بنسلفانيا وسينتيا لوميس من وايومينغ. وكان مجلس الدفاع الأعلى بحث الثلثاء الماضي في موضوع حاجات الجيش لجهة التسلح والمعدات، وقرر مجلس الوزراء تطويع المزيد من العناصر في قوى الأمن الداخلي.