واجهت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتي تهدف الى اكسابه ولاية ثانية في الاقتراع المقرر جولته الأولى الأحد المقبل، تعثراً كبيراً بعد تخلي شخصيات بارزة عن تحفظها واعلان تأييدها منافسه الأشتراكي فرانسوا هولاند، فيما كشف استطلاع جديد للرأي تراجع نسبة تأييد ساركوزي الى 27 في المئة في الجولة الاولى، في مقابل 29 في المئة لهولاند. ولم يمنع ذلك المرشح الاشتراكي من تحذير انصاره من الإفراط بالثقة، وشدد على ان «الرئيس المرشح صدم كثيرين وعمل على تفريق الفرنسيين الذين يريدون اليوم التصالح والتوحد والتجمع»، متعهداً العمل لتحقيق ذلك في حال فوزه. وكان لافتاً اعلان الوزيرة السابقة فضيلة عمارة وزميلها مارتان هيرش اللذين ضمهما ساركوزي الى احدى حكوماته، عزمها التصويت لمصلحة هولاند في الجولة الأولى، ما شكل مبادرة منهما للانفتاح على اليسار. وحذا حذوهما الوزيران السابقان كورين لوباج وعزوز بيغاغ الذي انضم الى فريق عمل رئيس الحكومة السابق دومينيك دوفيلبان قبل تولي ساركوزي الرئاسة. ويمثل ذلك ظاهرة غير مألوفة في فرنسا، بسبب قاعدة التحفظ المتبعة في هذا المجال والحرص على سرية الاقتراع، ما يعكس درجة المعارضة الداخلية لأسلوب حكم ساركوزي. وبعدما تردد ان الرئيس السابق جاك شيراك الذي ينتمي الى خط ساركوزي السياسي نفسه، يعتزم ايضاً الاقتراع لمصلحة هولاند، نفى مكتب مكلف النطق باسمه إدلاءه بأي تصريح علني عن الانتخابات، لكن من دون ان ينفي ما نسب اليه. وفيما يواجه هولاند انتقادات بسبب علاقاته المحدودة في الساحتين الأوروبية والدولية، اعلن رئيس الحكومة البلجيكي اليو دي روبو (اشتراكي) دعمه له خلال مهرجان انتخابي في مدينة ليل (شمال) حضرته الأمينة العامة للحزب الأشتراكي مارتين اوبري التي يحتمل ان ترأس الحكومة في حال فوز حزبها بالرئاسة. وفي اطار تناوله القضايا الاقتصادية التي ستتصدر اهتمامات الرئيس المقبل في ظل الأزمة الحالية، رفض هولاند اعتماد سياسة اقتصادية تستند الى توقع صندوق النقد الدولي تحقيق فرنسا نسبة نمو ضئيلة جداً. واكد انه سيجمد المعاهدة المالية التي تتمسك بها المانيا «اذا لم تتضمن اجراءات تحفز على النمو». وكرر المرشح الاشتراكي رفضه اقرار القاعدة الذهبية التي اعتمدتها بعض الدول الأوروبية وضمها الى الدستور الفرنسي لتحديد مستوى الدين العام التي يؤيدها ساركوزي، وتعهد العمل لمراجعة الحد الأدنى للأجور «بشكل يتلاءم مع الأوضاع الأقتصادية للمؤسسات الإنتاجية، مع امكان رفع نسبة الضريبة المضافة على السلع الفاخرة» والذي تعارضه المفوضية الأوروبية. في المقابل، دعا ساركوزي الى خفض العجز الهائل في الموازنة تمهيداً للتحاور مع المصرف المركزي الأوروبي، من اجل نيل دعمه للنمو. واكد حرصه على استقلال المصرف المركزي الأوروبي، بعدما كان اغضب السلطات الألمانية باعلانه خلال مهرجان انتخابي الأحد الماضي عزمه اجراء حوار اوروبي حول دور هذا المصرف، ومناقشة سعر صرف اليورو مع رئيس المصرف ماريو دراغي.