من شاهد فرحته بعد مباراة ختام الدوري التي جمعت فريقه بالأهلي يدرك سريعاً أن وضعه طوال الموسم كان مختلفاً، فالدموع التي غطت وجه الظهير الشبابي عبدالله الأسطا، قالت الكثير للمتابعين، أما هو فيؤكد أن مشاركته كلاعب أساسي طوال الموسم تركت لهذه البطولة شكلاً خاصاً في مسيرته الرياضية. أما عن العناق الطويل الذي جمعه بمدرب الفريق ميشيل برودوم فيرى الأسطا أنه مثّل الطريقة الأبسط للتعبير لهذا المدرب عن امتنانه. حطمتم كل الأرقام القياسية هذا الموسم وحصدتم اللقب الأهم، بعد تعادلكم مع الأهلي هل شعرت خلال تلك المباراة أن الحلم قد يتبخر؟ - الحمد لله، اجتهدنا هذا الموسم وتكاتفت كل أجهزة الفريق بهدف تقديم عمل متكامل، هذا ما كنت مقتنعاً به قبل المباراة، وهو ما ساعدني ايضاً على التركيز داخل الملعب، كنت متيقناً من أحقيتنا بالفوز، كل شيء كان يشعرني بذلك فاللاعبون كافة دخلوا الملعب بتركيز عالٍ وعزيمة كبيرة على الخروج بنتيجة المباراة، وبالتالي الظفر باللقب، كما أن التوجيهات الجيدة طوال دقائق المباراة كان لها دور مهم، أما عن أصعب دقائق المباراة بالنسبة إلي فتمثلت في الأوقات التي خرج به المصابون من الملعب، وعلى رأسهم حسن معاذ وتفاريس، إذ كان الاهلي قد أحرز هدف التعادل وبدأ بالضغط علينا، وكان اللقاء في اعلى لحظاته الفنية ووليد عبدربه والقميزي دخلوا في وقت متأخر، وكنت أخشى أن يؤثر عليهم الرتم السريع للمباراة، لكنهم كعادتهم كانوا على قدر المسؤولية، ففرنا على رغم كل الظروف حتى الهدف غير الشرعي. قضيت الأعوام الخمسة مع الشباب، ثابرت خلالها، وكانت رغبتك في المشاركة والحصول على الفرصة الكاملة واضحة في التدريبات، فترة الغياب الطويلة، ألم تسهم في التقليل من حماستك، خصوصاً أنك اليوم أثبت للجميع قيمتك الفنية؟ - انتقالي من الرائد للشباب كان خطوة مهمة في مسيرتي الرياضية، لكن النادي ومع بداية قدومي كان يضم عدداً من لاعبي الخبرة يقدمون أفضل مستوياتهم، وكانت مشاركتي كلاعب أساسي من البداية أمراً صعباً، لكن غيابي عن المشاركة في ذلك الوقت لم يكن سلبياً بكامله خصوصاً اني تعلمت من لاعبين يملكون مهارات فنية عالية، واليوم جاءت فرصتي، وبدأت أقدم ما كنت أتمنى تقديمه لكن ما زال لدي ما اقدمه للشباب فالفريق يملك افضل اللاعبين على مستوى ظهيري الجنب في السعودية وهم زيد المولد عبدالله شهيل حسن معاذ وهناك وجوه شابة مثل القميزي. بدت فرحة الفوز واضحة عليك أكثر من غيرك، وكأنك حققت شيئاً مختلفاً عن ما حققه زملائك؟ - هي أول بطولة اشارك فيها بشكل فعلي مع الفريق وكان لي الشرف أن كنت ضمن هذا الفريق الذي حقق الدوري وحطم الأرقام، طعم الانتصار وانت تشارك مع الفريق بشكل مستمر وتسهم معه بأداء فني جيد يأتي مختلفاً لذلك جاءت فرحتي كبيرة. احتضنت مدرب فريقك ميشيل برودوم بعد المباراة وكنت متأثراً بشكل كبير، وانهالت الدموع من عينيك؟ - الفضل بعد الله في كل ما قدمته هذا الموسم يعود لهذا الشخص فهو منحني الفرصة وأمن بإمكاناتي واعطاني الثقة الكاملة، انتظرت هذه الفرصة كثيراً وأحمد الله أن لم تأتِ قبل هذا الوقت الذي كان فيه العمل مميزاً على الأصعدة كافة، ولكني لن أنسى برودوم ما حييت لأنه سبب انطلاقتي، فدموعي كانت دموع فرح وعمل وانتظار واجتهاد أمام من فتح لي باب الانطلاق والنجاح. ماذا بعد لقب الدوري، ما هي طموحاتكم في هذا الموسم والمواسم المقبلة؟ - اليوم أصبحت المسؤولية أكبر فمتى نجحت في تحقيق بطولة تبدأ المطالبات بتدعيمها بأخرى، وبالتالي يصبح هذا هو طموحك الوحيد، تبقت بطولة واحدة هذا الموسم وهي كأس الملك للأبطال، ونسعى جاهدين لخطف لقبها تأكيداً على قيمتنا كأفضل فرق هذا الموسم، كما أننا نبحث عن المشاركة بشكل مميز في البطولة الآسيوية المقبلة، والنادي الذي يقف على هرمه خالد البلطان يطمح دائماً لخطف كل الألقاب ولا يتوقف أمام كل الصعوبات، ومع توافر جميع الامكانات ليس لدينا اي عذر فنحن نملك جهازاً فنياً متكاملاً وادارة احترافية تصرف مئات الملايين.