أصدر رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود الدكتور فالح العجمي كتابه «صحف إبراهيم» 2006، لكن جاءه الرد غير بعيد من زميله في القسم، الدكتور محمد الشهري «براءة صحف إبراهيم»، لتبدأ بعد ذلك معركة أحبار وكلام بين الزميلين في القسم الواحد تستعر، فوصف العجمي كتاب الشهري ب «التهريج» وكاتبه ب «المعتوه»، في حين كان الرد عليه من الشهري وصفاً لمؤلفه ب «الكتيب» ولكاتبه ب «الكويتب القزم» على رغم أن كلاً منهما أستاذ دكتور (بروفيسور). لكن كفة الشهري رجحت عندما فسحت وزارة الإعلام كتابه في الرد على زميله، فيما بقى الأصل المردود عليه محظوراً، ما دفع الدكتور فالح العجمي في حديث مع «الحياة» إلى القول: «متأكد أن هناك خللاً ما داخل الرقابة في وزارة الإعلام وإلا كيف تفسح لكتاب فيه إساءة للآخرين»، ولفت إلى أن هناك مشكلة شخصية بينه وبين الدكتور محمد الشهري، «فحين كنت رئيساً لقسم اللغة العربية تقدم لنا الدكتور محمد الشهري وعرضنا أمره على اللجنة المختصة في المقابلات فلم توافق عليه، لكني لست ضده وإنما ضد تخريفاته»، الآن الدكتور الشهري أحد أعضاء قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود. من جانبه، أكد الدكتور محمد الشهري ل «الحياة» أن عدم قبول العجمي له في القسم موضوع آخر، وليس وراء تأليفه للكتاب «إنما نقلت نصوص فالح العجمي وعلقت عليها.. والنصوص هي الحكم بيننا». بينما يرد العجمي: «لست عاجزاً عن الرد عليه، لكني لا أريد أن يأخذ أكبر من حجمه، إذ الكتاب لا يعد حتى مقالاً، بل هو مجرد تهريج وحتى التهريج كثير عليه، فالكاتب يصف أشياء غير متسقة ولم يثر أي نقاط موضوعية، فقط يجمع أشياء، كلمة من هنا وكلمة من هناك ويضع جملاً مبتورة، حتى السياقات التي أتى بها لا تشكل جملة، فالكاتب لا يفهم أي شيء من المواضيع التي كتبتها، كلام إنشائي لا يستحق الرد عليه». يلحظ القارئ لكتاب «صحف إبراهيم» للدكتور فالح العجمي تتبعه للشَبه، إذ تناول جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية. وفي كتابه، ذكر أن هناك خيوطاً متداخلة بين أديان الشرق الرئيسية، أغرت بعض المفكرين أو الإصلاحيين الذين يسعون إلى إيجاد قاعدة مشتركة بين أبناء هذه الأديان المتجاورة، في محاولة منهم إلى نبذ أسباب الصراع والحروب لأسباب دينية. أما الدكتور محمد الشهري فرصد 32 موضعاً من كتاب الدكتور العجمي، يأتي بنقولاته ثم يعلق عليها.