واشنطن - أ ب، يو بي أي - كشف الصحافي في مجلة «نيويوركر» سيمور هيرش أمس، ان إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أنشأت وحدة عمليات خاصة سرية بإشراف نائب الرئيس السابق ديك تشيني لملاحقة او تصفية أهداف ذات قيمة عالية في دول عدة، وذلك من دون علم الكونغرس أو إشرافه. وأبلغ هيرش محطة «سي أن أن» الإخبارية ان إدارة بوش منحت الوحدة السرية التي حملت اسم «قيادة العمليات المشتركة الخاصة» تفويضاً مباشراً لتصفية مجموعة من الأفراد في أي دولة من دون إبلاغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي» أو السفير الأميركي في الدولة المعنية. وكان هيرش تحدث للمرة الاولى عن هذه «الوحدة» خلال كلمة ألقاها أمام جامعة مينيسوتا في العاشر من آذار (مارس) الماضي، مستخدماً عبارة «جناح اغتيالات». لكنه أسف في المقابلة لاستخدامه هذه العبارة، وقال: «أتمنى لو استخدمت تعبيراً أكثر حذراً، اذ انه تعبير مشحون، لكنه يحمل المعنى ذاته في نهاية المطاف». وكشف ان التفويض الذي منحته إدارة بوش للوحدة استند إلى معلومات استخباراتية صنفت بأنها «سليمة»، مشيراً الى ان ذلك لم يكن واقع الحال دائماً، اذ اتخذ بعضها بُعداً دموياً». وأثار كلام هيرش ردود فعل ساخطة أبرزها من مساعد تشيني جون هاناه الذي نفى صحة الاتهامات، معلناً ان الجيش الأميركي يملك تفويضاً بملاحقة الأعداء واعتقالهم وقتلهم في مناطق النزاعات على غرار العراق وأفغانستان وباكستان. وصرحت فرانسيس تاونسند، مساعدة تشيني، بأن لائحة الأهداف الإرهابية تضم مئة شخص كحد اقصى، و«تقتصر على من ساعدوا في شن هجمات أو خططوا لقتل اميركيين أو تدمير مصالحهم في العالم». وكشفت أن لائحة تلك الأهداف يوقّع عليها الرئيس، وهي خلاصة جهود مشتركة بين اجهزة الجيش والاستخبارات وقوات الأمن ووزارة العدل. كذلك، دحضت قيادة «العمليات الخاصة» تقرير هيرش، مؤكدة ان عناصرها تعمل تحت ضوابط عسكرية وقانون الحرب وقانون النزاعات المسلحة. يذكر أن الولاياتالمتحدة حظرت اغتيال قادة سياسيين منذ عام 1976، لكن الإجراء لم يطبق على العناصر المشبوهة بالإرهاب، علماً ان زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي، اعتبر أبرز قيادي «إرهابي» نجحت القوات الأميركية في تصفيته حتى الآن. واشتهر هيرش بكشفه عام 1969 ما عرف بمذبحة «مايلي» التي قتل فيها جنود اميركيون أكثر من 500 مدني فيتنامي. وتناول في كتابه «تسلسل القيادة من 11 ايلول (سبتمبر) إلى أبو غريب» الانتهاكات في سجن «أبو غريب» العراقي.