لم يحل الاستنفار الأمني الكبير في ساحات صلاة عيد الفطر في مصر أمس دون وقوع مواجهات مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مناطق متفرقة أدت إلى سقوط جرحى، على خلفية تظاهرات محدودة كان دعا إليها «تحالف دعم الشرعية» بقيادة جماعة «الإخوان المسلمين». وأدى الرئيس عبدالفتاح السيسي صلاة عيد الفطر في مسجد قيادة القوات الجوية شرق القاهرة برفقه رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدفاع صدقي صبحي ورئيس أركان الجيش محمود حجازي. وركز وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في خطبته على الأوضاع التي تمر بها البلاد، مشدداً على أن «من يقتل أبناءنا وأولادنا المرابطين على حدود الوطن ويقوم بالفساد باسم الدين فالإسلام منه براء»، مشيراً إلى أن «ما يحدث من تدمير وتفجير يأتي من أناس يعدون أنهم يحملون اسم الإسلام ويعملون تحت راية القرآن». وكانت وزارة الأوقاف حددت نحو 3 آلاف ساحة لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، كما حذرت من استغلال ساحات العيد في دعاية انتخابية أو حزبية. واستنفرت أجهزة الأمن مساء أول من أمس تحسباً لتظاهرات مؤيدي مرسي. ولوحظ تواجد غير مسبوق لقوات مكافحة الشغب على مقربة من الساحات الرئيسة للصلاة التي حددتها وزارة الأوقاف، لكن الوجود الأمني المكثف لم يحل دون إقامة «الإخوان» صلاة العيد في بعض المناطق النائية، ثم الخروج بمسيرات محدودة رددت هتافات ضد الحكم الجديد وأضرمت النار في أعلام أميركا وإسرائيل وهتفت لحركة «حماس» وقطاع غزة، قبل أن تقع مواجهات بين المتظاهرين والشرطة كان أعنفها في منطقة أبو زعبل في محافظة القليوبية (المتاخمة للعاصمة)، وفي محافظة الإسكندرية الساحلية التي قالت وزارة الداخلية إنها شهدت جرح لواء شرطة ومجند. وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد، إن لواء شرطة ومجنداً أصيبا بجروح في الرأس خلال اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وأنصار مرسي عقب صلاة عيد الفطر في منطقتي أبو سليمان ومينا البصل في الإسكندرية. وأوضح أن «أعضاء جماعة الإخوان نظموا تظاهرة بالمخالفة للقانون وقطعوا الطريق العام، مرددين هتافات تطالب بعودة مرسي، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر الجماعة، وتمكنت قوات الأمن من تفريق المتظاهرين وضبط 6 من المنتمين إلى الإخوان». وجُرح ضابطان ومجندان من قوات الشرطة، خلال اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وأنصار مرسي في مدينة الخانكة في محافظة القليوبية. ونظم العشرات من أنصار «الإخوان» مسيرة في منطقة أبو زعبل في القليوبية، مرددين هتافات ضد الشرطة والجيش. وقال مصدر أمني إن «هتافات الإخوان تسببت في مناوشات بين أعضاء الجماعة والأهالي، ما أدى إلى تدخل قوات الأمن لفض المسيرة». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول في مديرية الصحة في محافظة القليوبية قوله ان «غرفة عمليات المديرية لم تتلق أي بلاغات أو إخطارات من غرفتي عمليات الإسعاف أو المستشفيات بوجود قتلى جراء الاشتباكات التي وقعت في أبو زعبل والخانكة». ولوحظ أن حزب «النور»، الذراع السياسية لجماعة «الدعوة السلفية»، كان له التواجد السياسي الوحيد في بعض ساحات الصلاة، لاسيما في محافظة السويس. ووزع منشورات تضمنت مطالبة الحكومة الوفاء بتعهداتها وتخفيف آثار ارتفاع الأسعار، كما دعا الجيش إلى «استمرار جهود إغاثة الإخوة الفلسطينيين من تبرعات وطعام وكساء ودواء». وانتقد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «لتشويهه صورة الجهاد في الإسلام». ووصف أعضاء داعش بأنهم «خوارج العصر، لقتلهم أهل الإسلام والنصارى والغدر بالعهد، بينما يسلم منهم المحتل المحارب». وكان لافتاً أن يؤدي كبار قبيلتي بني هلال العربية والدابودية النوبية في أسوان صلاة العيد في مسجد واحد بعد مصالحة عقدت قبل نحو شهر أعقبت نزاعاً بينهما سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى. وفي مدينة العريش في شمال سيناء، كثفت قوات الأمن وجودها ونشرت مدرعات الشرطة والحواجز الحديد ورفعت إجراءات التأمين فوق أسطح البنايات والعقارات، تحسباً لوقوع أعمال إرهابية. وقررت الأجهزة الأمنية فتح ساحات العيد للصلاة في العريش بعد أن كان من المقرر اقتصارها على المساجد.