خطا ميت رومني خطوة كبيرة نحو حسم لقب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، إثر انتصاره في ثلاث ولايات هي العاصمة واشنطن وويسكونسن وماريلاند، وبات الوسط السياسي ومسؤولو حملة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما يتعاملون معه باعتباره المرشح المرجح للجمهوريين، ما جعلهم يستهدفونه بإعلانات انتخابية مبكرة قبل الاقتراع العام. واعتبر فوز رومني في ويسكونسن (وسط) الأبرز له بسبب قوة التيار اليميني في الولاية، والذي تحفظ سابقاً عن ترشحه. أما الفوز في واشنطن وماريلاند فكان متوقعاً بسبب انتماء معظم الناخبين الجمهوريين فيهما إلى الخط المعتدل. ومنحت الولايات الثلاث قفزة إضافية لرومني في عدد المندوبين الجمهوريين المؤيدين له والذين تجاوز عددهم ال600 من أصل 1144 يحتاجهم كي ينال تمثيل الحزب في مؤتمره العام المقرر في تمبا بولاية فلوريدا في آب (أغسطس) المقبل. ويتفوق رومني الآن على أقرب منافسيه ريك سانتوروم بأكثر من 300 مندوب، لكن ذلك لم يمنع سانتوروم القريب من القاعدة اليمينية من متابعة السباق، مؤكداً أنه سيخوض معركة بنسلفانيا في 24 الشهر الجاري، وبعدها ولايات الجنوب وتكساس في 8 أيار (مايو) المقبل. في المقابل، فتحت حملة الرئيس أوباما «هجمات استباقية» على رومني صوّرته باعتباره بليونيراً قريباً من عمالقة شركات النفظ الأميركية وغير مكترث بالطبقة الوسطى. ويشكل الهمّ الاقتصادي أولوية لدى الأميركيين، وينال الحصة الأكبر من الجدل الانتخابي في ظل اتهام الجمهوريين لأوباما بزيادة العجز، وإدارة عملية نمو بطيء للاقتصاد. وفيما أجبرت حملة الانتخابات التمهيدية للجمهوريين ومنافسته لسانتوروم على انحياز رومني إلى خط اليمين من أجل استرضاء القاعدة الحزبية، أدى هذا التحول إلى تراجع شعبية رومني على المستوى الوطني، إذ تقدم أوباما عليه بخمس نقاط في الاستطلاعات. كما سلبته مواقفه المتشددة الخاصة بالهجرة دعم الصوت اللاتيني، ويواجه تقلص تأييد النساء بسبب مواقفه من قضايا الإجهاض وحبوب منع الحمل. وستحاول المؤسسة الحزبية إنهاء الانتخابات التمهيدية في أسرع وقت، وتفادي منازلة خلال المؤتمر الحزبي في حال فشل رومني في جمع 1144 مندوباً قبل نهاية الصيف. ويحتم ذلك فوز رومني في ولاية بنسلفانيا وولايات كبيرة أخرى مثل تكساس لحسم اللقب سريعاً، فيما يعول سانتوروم على إمكان احتمال انسحاب المرشح المحافظ نيوت غينغريتش لاستثمار احتكار القاعدة اليمينية في بنسلفانيا وتكساس في إطالة السباق. وبدأت حملة رومني بالتحضير للانتخابات العامة ومراجعة أسماء محتملة لمنصب نائب رئيس بينها مارك روبيو السيناتور من فلوريدا، وبوب ماكدونل حاكم ولاية فيرجينيا.