طالب عضو مجلس الشورى بسن إجراءات تشريعية تعاقب وتجرّم الإسراف في المياه، وتفرض عقوبات خاصة بذلك، لافتاً إلى أنه يتم هدر كميات كبيرة من المياه عبر شبكات المياه، بلغت في جدة 50 في المئة، وفي الرياض 30 في المئة. ودعا عضو مجلس الشورى الدكتور علي بن عبد الله الغامدي، إلى إعادة هيكلة تسعيرة الماء، لتكون وفق شرائح الاستهلاك، مع التفريق بين الاستهلاك الزراعي والصناعي والترفيهي، قال: «المؤسسات التي يثبت أنها ترشد استهلاك المياه تكافأ بشكل أو بآخر». وشدد الغامدي في تصريحات صحافيه خلال حضوره مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية 2012، أمس، وتنظمه وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة في الرياض، على أهمية نظر وزارة المياه والكهرباء والجهات الحكومية المعنية في إمكان إيجاد شبكتين للمياه بالمدن ترتبط بالمنازل والمرافق الأخرى، الأولى شبكة عالية النقاوة للشرب والطبخ، والأخرى شبكة مياه أقل جودة للاستخدامات الحياتية الأخرى وذلك للتقليل من تكاليف التحلية. من جهته، أكد مصدر رفيع المستوى في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن التوجه الحالي والمستقبلي للمؤسسة في مشاريعها هو استخدام الطاقة الشمسية بدلاً من استخدام الوقود الذي يعتبر أكثر كلفة. وقال نائب محافظ المؤسسة عبد الهادي بن حسن الشيخ، إن التجارب أثبتت جدوى وفعالية استخدام الطاقة البديلة في محطات تحلية المياه، بعد التجارب الأولية في محطة الخفجي التي تقوم بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والتي أثبتت نجاحها وفعالياتها وهي تنتح 30 ألف متر مكعب يومياً. وأضاف في تصريحات على هامش مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية، أن المؤسسة تستفيد من التوجه المحلي نحو الطاقة الشمسية، والاستفادة من جهود الجهات الحكومية الأخرى كمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، مؤكداً أن مشروع المؤسسة في مدينة ضباء على الساحل الغربي من المملكة سيكون عبر الطاقة الشمسية. وذكر الشيخ أنهم يسعون إلى قيام صناعة محلية في التحلية وتشجيع المنتج السعودي على المستورد، مبيناً أن المؤسسة لديها الآن ست محطات تحلية صغيرة كلها من صناعة محلية، مشيراً إلى أن مؤسسة تحلية المياه توجهت بجرأة لأن يكون مشروعها في ينبع «إم إي دي» مصنع محلياً وبشكل كامل وبإشراك عدد من الباحثين من جامعة الملك سعود ليشرفوا على كل مراحل المشروع. وأشار إلى أن المؤسسة وبهدف تشجيع صناعة سعودية تسهم في مشاريعها الكبيرة الحالية والمستقبلية، عقدت منتدى توطين صناعة التحلية في المنطقة الشرقية أخيراً، بهدف تشجيع صناعة التحلية محلياً، مشيراً إلى أن كثيراً من قطع الغيار والمستلزمات كلها صناعة محلية بعد أن أثبتت جودتها على المستورد. ولفت الشيخ إلى أنه يوجد حالياً حوالى 900 كيلو متر من الخطوط التي تغذي بشكل شبه كامل المنطقة الجنوبية، وذلك من محطة الشقيق وحتى محافظة صامطة قرب الحدود السعودية اليمنية، موضحاً أن خطتهم في توفير المياه تبدأ بالبحث أولاً عن السدود أو المياه الجوفية في كل منطقة، ثم تأتي لاحقاً فكرة تحلية المياه المالحة. وتابع: «وزارة المياه والكهرباء قامت على تنقية وادي بيشة وتزويد منطقة جازان وما حولها بالمياه عبر ضخ 75 ألف متر مكعب وهي طاقة للمشروع»، مبيناً أن هناك لجنة تدرس حاجات المملكة ككل، والآن استكملت منطقتا عسير وجازان، وقريباً الانتهاء من دراسة مناطق مكة والمدينة والرياض وبقية المناطق.