ما إن نشرت «الحياة» أمس تصريحات مدير صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل عن أنه لا يجد حرجاً في عمل المرأة السعودية عاملة نظافة إذا لم تجد وظيفة أخرى، وأن شركات تخطط لتشغيل السعوديات عاملات منزليات برواتب يومية وشهرية، حتى وجدت تلك التصريحات طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي انقسم متابعون لها إلى مستنكر ومعارض لهذا الأمر ومؤيد له وإن بنسبة أقل. وتساءل عدد من المشاركات في موقع «تويتر» عن مدى قبول المسؤولين في صندوق تنمية الموارد البشرية لبناتهم العمل عاملات منزليات. وتهكمت هدى على أداء صندوق تنمية الموارد البشرية. وقالت: «موازنة الموارد البشرية بالملايين لماذا لا يتم تخصيص مبلغ يفتح به مصانع لتشغيلهن أو يساعدونهن بمبالغ لفتح مشاريع». وتساءلت ريم: «في السعودية ويريدون أن يشغلوا السعوديات عاملات منزليات؟». وقالت رشا الدويسي: «قبل أن نشتغل عاملات منزليات، هل استنفدنا بقية الخيارات؟ هل فتحنا مجالات عمل أخرى؟ إذا ما لقت في التعليم وإلا تصير شغالة!؟» وأضافت: «نعم عمل الخادمة ليس عيباً، لكن العيب أننا نغلق غالبية أبواب العمل الأخرى في وجوههم، بعدين نقول شغلوهم عاملات منزليات في البيوت». ورفض عضو مجلس الشورى حمد القاضي أن تعمل السعوديات عاملات منزليات. وقال ل «الحياة»: «ثقافة مجتمعنا لا تقبل بذلك بسبب الوفرة المادية لدينا، إضافة إلى أن لدينا عشرات الآلاف من فرص العمل الأخرى التي تشغلها وافدات وهي شاغرة للسعوديات، فلماذا تلجأ المرأة السعودية للعمل خادمة في المنازل وهناك فرص أخرى، كما أن الدولة أوجدت نظام حافز لكل رجل أو امرأة لا تجد عملاً مهما كان تعليمه». واستدرك أنه يؤمن بمبدأ أن العمل شرف مهما كان، فالإنسان إن كان محتاجاً سواء كان رجل أم امرأة، فالعمل كرامة، واستشهد بقول عمر بن الخطاب: «صنعة باليد أمان من الفقر». وكان مدير صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل أرسل إلى «الحياة» تعقيباً على الخبر الذي نشرته أمس وفي ما يأتي نصه: «اطلعت على الخبر المنشور في صحيفتكم يوم الأحد 16 جمادى الأولى 1433ه عدد رقم 17901 بعنوان «شركات تخطط لتشغيل السعوديات عاملات منزليات ب 3000 ريال» في أعقاب المؤتمر الصحافي لتوقيع اتفاق الصندوق مع الجامعة العربية المفتوحة. عليه أود توضيح الآتي: «أن ما ذكرته كان لتوضيح مبدأ شرف المهنة بإعطاء عدد من الأمثلة منها أنه لو وجدت شركات تخطط لتشغيل السعوديات عاملات منزليات برواتب مجزية وهناك من يقبل العمل بها فما الضرر في ذلك؟ بيد أن المحرر يبدو انه اختلط عليه فهم إجابتي، إذ ذكرت أن سوق العمل السعودية مفتوحة، وجميع الوظائف والمهن تطرح من خلال القطاع الخاص، كما أن الشركات والمؤسسات تستطيع طرح جميع الوظائف المتاحة لديها أو تلك التي تخطط في الاستثمار بها والنظام لا يمنع أو يخالف من يعمل بذلك، علماً بأن صندوق تنمية الموارد البشرية يحترم ويدعم جميع المهن الشريفة وأن مبلغ 3000 ريال يعتبر الحد الأدنى للفرص الوظيفية المدعومة من الصندوق وليس راتباً مقترحاً أو مُقراً للعاملات المنزليات كما ذكر في التصريح. كما جاء في التصريح أن المستفيدين من برنامج إعانة الباحثين عن عمل «حافز» فاق المليون ونصف المليون وهو رقم غير صحيح، والصحيح ما تم ذكره سابقاً وتناقلته وسائل الإعلام وهو مليون و153 ألف مستفيد. ونظراً إلى أني أحسن الظن بالمحرر إلا أن ما نشر فيه خلط واقتطاع لبعض الأجزاء مما شوه المعنى». وكانت «الحياة» سألت خلال توقيع اتفاق بين صندوق تنمية الموارد البشرية والجامعة العربية المفتوحة أول من أمس عن الرأي في ما نشرته صحف من وجود سعوديات عاملات للنظافة، وهنا علّق مدير تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل عن جزئية العاملات المنزليات («الحياة» تمتلك نسخة من التسجيل) بالقول: «هناك طرح إحدى الشركات بتأجير عاملات منزليات بالساعة فإن وجد من يريد ممارسة التجارة، سعوديات ف «أوكي» وإذا ما لقي بكيفه». وتابع آل معيقل: «افرضوا هذا المستثمر نجح ولقي عشرين أو ثلاثين ألف طلب من سعوديات (يردن أن يكنّ عاملات منزليات) وش نقول؟ (أجاب بعض الحضور بفتح المجال له) فقال المعيقل: «ممتاز». وأكد أن وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية لا تستطع منع أي منشأة خاصة من طرح أي وظيفة. واستطرد بقوله: «لو قال أحد أنا أبغى وحدة تصب لي قهوة نقول له إذا جاكم أحد بكيفكم» ولفت إلى أن تنمية الموارد البشرية تشترط أن يبدأ الراتب من 3 آلاف حتى تحظى المؤسسة بدعم 50 في المئة وتدريب». وعليه تؤكد «الحياة» أن مدير تنمية الموارد البشرية لا يرفض أن تعمل السعوديات عاملات في المنازل.