تتكثف الاتصالات واللقاءات السياسية والحزبية في لبنان راسمة خريطة التحالفات المقبلة لخوض الانتخابات النيابية، وأعلن امس، ان رئيس «اللقاء الديموقراطي النيابي» وليد جنبلاط، التقى في منزله رئيس «حزب الوطنيين الاحرار» دوري شمعون، في حضور النائب مروان حمادة وأمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي» المقدم شريف فياض. وجرى البحث في انتخابات الشوف ووضع اللمسات الاخيرة للائحة التي سيحدد قريباً المكان والزمان لإعلانها. وشمل البحث الخريطة الانتخابية العامة لقوى 14 آذار إعداداً للقاء قياداتها بعدما عاد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري من الخارج. وصدر عن مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي» بيان ردت فيه على معلومات تداولها بعض وسائل الإعلام مفادها ان جنبلاط هدد بمغادرة قوى 14 آذار، في حال لم يتم سحب أحد المرشحين. ونفت المفوضية المعلومات، مؤكدة «ان نقاشاً هادئاً جرى حول سبل تخريج اللوائح الموحدة في المناطق الانتخابية التي يوجد فيها (الحزب) ومن بينها الشوف». وشددت على ان الحزب التقدمي «ثابت في موقعه وتحالفاته السياسية، وفي طليعتها «تيار المستقبل» بما يتطابق مع المصلحة الوطنية، ومصلحة 14 آذار ووحدتها. وصبت وتصب كل الاتصالات التي أجريت مع النائب الحريري وبقية الحلفاء في هذا الاطار». وزار شمعون امس الرئيس السابق امين الجميل في البيت المركزي لحزب «الكتائب اللبنانية»، وكان بحث في الشأن الانتخابي، عشية إقفال باب الترشيحات، لا سيما في منطقة الجبل. ونقل موقع «لبنان الآن» الالكتروني عن شمعون انه «اتفق مع جنبلاط على ضرورة ان تسرع قوى 14 آذار في اعلان لوائحها الانتخابية في كل المناطق لأن التأخير يضر ولا ينفع»، آملاً أن تبادر هذه القوى «الى اجتماع يعقد قريباً». وعن لقائه الجميل، اكد ان «التنسيق متواصل وسنجتمع مع الفرقاء الآخرين من اجل بلورة الترشيحات». وكان الجميل عقد لقاء موسعاً مع المحازبين بدعوة من اقليمي مرجعيون - حاصبيا وبنت جبيل حضره الوزير ايلي ماروني، وأثارت المداخلات «موضوع شراء الأراضي والخشية من تغييرات ديموغرافية على حساب الوجود المسيحي، إضافة الى موضوع اللاجئين الى إسرائيل ومسألة الاولاد غير المسجلين والمولودين في اسرائيل، وأثير موضوع التعويضات على المتضررين من حرب تموز العالقة لدى الهيئة العليا للاغاثة، ومسألة المساعدات الانمائية التي لا يصل الكثير منها الى البلدات والقرى المسيحية، اضافة الى الشح في المساعدات من القوات الدولية وقضية مستشفى مرجعيون الحكومي وإقامة فرع للجامعة اللبنانية وحرمان أبناء القرى والبلدات المسيحية التي كانت ضمن الشريط الحدودي المحتل من الدخول الى المؤسسات العسكرية». من جهته، رأى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في لقاء سياسي ل «حزب الله» انه «لا يجوز أن يكافأ الجنوب والبقاع بحرمانهم من أبسط حقوقهم، لأن هذه المناطق ليست مناطق استثمارية لمافيات المستثمرين». وسأل: «كيف يمكن أن يستثمر أحد والطرق ومجاري الصرف الصحي والاتصالات ليست مؤمّنة، إن أكثر المشاريع الانمائية في كل مناطقنا إنما تمت بمبادرات من أبناء المغتربين». واعتبر رعد أن «الخيارات في الجنوب محسومة عند الناس، لكن المطلوب أن تكون نسبة الاقتراع أعلى نسبة، والسبب اننا نقول للعالم الذي يخوفنا ويضر بمصالحنا، اننا ثابتون على خيارنا ومتمسكون به». وزار وفد من «الجماعة الاسلامية برئاسة عماد الحوت المرشح عن المعقد السنّي في دائرة بيروت الثالثة، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وأكد الحوت «تبني الجماعة لكل ما ورد في الوثيقة التي صدرت عن الكنيسة والتي تنظم العمل السياسي في لبنان»، ونقل عن المطران مطر حرصه «على الدعوة الى الهدوء والتآخي بين اللبنانيين»، وأشار الى ان «الحوار لا يزال جارياً على الساحة في ما يتعلق بالتحالفات، وننتظر أن يصل ذلك الى خلاصات مرضية لجميع الأطراف». رد تويني على عون الى ذلك، ردت المرشحة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى نايلة تويني على كلام رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون اول من امس، متهمة اياه ب «المسّ بالحرمات والكرامات، ويضطرني إلى الرد على زعيم جمعته والشهيد جبران تويني لحقبة طويلة، وحدة نضال ومبادئ، يوم كان العماد عون وفياً لهذا الخط قبل انقلابه الجذري على نفسه وتياره والجمهور السيادي كله، وتحالفه مع من كان يتهمهم بالعمالة قبل أعوام، ودفاعه عن سلاح اعتبره قبل فترة يهدد مقومات الدولة، ثم زيارته سورية التي أراد تكسير رأس من يقودها». وأسفت تويني لأن «ينزلق عون إلى درك لا يليق بأي زعيم في نعت الشهيد جبران تويني بأنه كان موسمياً». ورأت ان «الضرب المتواصل على نغم إهانة الأشرفية وأهلها والحديث عن تحريرها يكشف بما لا يقبل جدلاً أن العماد عون لا يزال في ذهنية حرب الإلغاء».