طاولت الأحداث الأمنية المتسارعة في سورية أمس، حجاجاً لبنانيين يقصدون العراق من طريق سورية، للمرة الأولى منذ بدئها على رغم أن خط الحج هذا لم يتأثر منذ اندلاع العمليات العسكرية، وقُتل أمس ست سوريين ولبناني وسقط 16 جريحاً. وتجلت خطورة الحدث سورياً ولبنانياً باستهداف مركز الأمن العام السوري أو ما يعرف ب «الأمانة السورية» في ساقية جوسية التي لا تبعد اكثر من كيلومترين عن مركز الأمن العام اللبناني في القاع، بصاروخ وصفه شهود بأنه من «العيار الثقيل» سقط في المركز مباشرة ما أدى الى سقوط الضحايا والجرحى. وروت مصادر بقاعية وأخرى أمنية ل «الحياة» أن حافلتين تقلاّن حجاجاً لبنانيين الى العتبات المقدسة في العراق اجتازتا الأمانة السورية بعد ختم جوازات سفر الركاب وواصلتا طريقهما الى القصير في اتجاه حمص ومفرق تدمر وصولاً الى الحدود العراقية، إلا أن الحافلتين ولدى وصولهما الى منطقة القصير تعرضتا الى إطلاق رصاص ونصح حاجز سوري متقدم الحافلتين بالعودة بسبب الوضع الأمني القائم، وعادت الحافلتان أدراجهما الى نقطة الأمانة السورية وتوقفتا في الباحة المقابلة، ونزل بعضهم لختم جوازات السفر من اجل العودة حين استهدف الصاروخ مركز الأمن العام بشكل مباشر فسقط عدد من القتلى والجرحى وبعضهم ممن كانوا في الحافلتين. وأمكن نقل مصابين الى الحدود اللبنانية في القاع حيث توجهت سيارات إسعاف وطاقم طبي الى المكان لإسعافهم، وجرى توزيع المصابين على مستشفيات الهرمل الأقرب الى الحدود في البقاع الشمالي. وسقط نتيجة القصف المواطن اللبناني محمد كليب التالا (70 سنة)، والجرحى: فاطمة جعفر، احمد محمد شمص وحاله حرجة وزينب الحلو وماجدة محمد علام وزكي عابدي. وإضافة الى القتلى السوريين في الأمانة السورية نقل الى لبنان للمعالجة: شهاب احمدي سلوم، حاتم عطية و4 عناصر من الأمن العام السوري هم: محمد المحمود، اياد الصالح، محمد الموسى وإحسان إحسان، كما أصيب سائق الحافلة السوري مازن عبدالغني العقيلي ومساعده السوري أيضاً محمد فارس. وتوزع الجرحى على مستشفيات الهرمل الحكومي والعاصي والبتول واللبناني - الفرنسي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن ان «اشتباكات اندلعت بين القوات النظامية السورية ومنشقين بالقرب من مدينة القصير في ريف حمص بمحاذاة الحدود مع لبنان، أسفرت عن مقتل جنود نظاميين وإصابة حافلة لبنانية تنقل زواراً الى العراق». وقال إن «عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة هاجمت نقطة عسكرية أمنية يقول ناشطون في المنطقة انها تعيق نقل الجرحى الى لبنان، فدمروها وقتلوا من كان فيها من عناصر من دون ان يحدد عدد القتلى». وقالت قناة «المنار» اللبنانية التابعة ل»حزب الله» انه كان على متن الحافلة زوار شيعة يتجهون الى زيارة العتبات في العراق.