في محاولة لطمأنة الدول الأفريقية المجاورة لمالي الى عدم تحول «دولة ازواد» التي اعلنتها في شمال البلاد وسط حال الفوضى الناتجة من انقلاب 22 آذار (مارس)، الى دولة «مارقة» جديدة تهدد الأمن العالمي، اكدت «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» (الطوارق) استعدادها لمقاتلة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» في اطار «شراكة دولية». ترافق ذلك، مع توقيع الانقلابيين العسكريين «اتفاق اطار» مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) من اجل تسليم السلطة الى رئيس موقت هو رئيس البرلمان ديونكوندا تراوري وحكومة انتقالية «ستتشكل خلال ايام»، في مقابل حصولهم على عفو عام ورحبت دول «ايكواس» بالاتفاق متعهدة رفع العقوبات «فوراً» عن مالي، فيما عقدت مجموعة «دول الميدان» المجاورة (موريتانيا، الجزائر، النيجر (اجتماعاً طارئاً في نواكشوط لدرس المستجدات الأمنية في مالي. وقال موسى آغ الطاهر الناطق باسم «حركة تحرير ازواد» في فرنسا غداة اعلان جماعة «انصار الدين» الاسلامية التي تسيطر على مدينة تمبوكوتو (شمال)، انها تخوض حرباً من اجل الاسلام وفرض الشريعة، متصدية لنظام باماكو والاستقلاليين الطوارق معاً: «نمد يدنا اليوم الى الدول المعنية بتهديد الارهاب لنطلب شراكة مع حركتنا في مكافحة الارهاب». وشدد آغ الطاهر على ضرورة «بدء تحرك فعلي ضد هذا الوباء، بعدما استفاد الارهاب من عدم تحرك الدولة المالية وفقدان شعب الشمال الأمل وتخلي السلطة عنه لعقود». واقرّ بأن الحركة «لا تستطيع ضمان أمن كل اراضي الشمال في وجه التهديدات». وكانت لافتة دعوة الطوارق في النيجر الذين نفذوا حركات تمرد في التسعينات من القرن العشرين والعقد الاول من الالفية الثالثة «اخواننا في مالي الى التعقل والتوصل الى حل في اطار دولة مالي الموحدة». في غضون ذلك، رجحت مصادر جزائرية وقوف جماعة «عبد الحميد أبو زيد» بزعامة امير عرب النيجر بأن آغ أمنوكال، والمرتبطة بكتيبة «طارق بن زياد» المتشددة وراء خطف قنصل الجزائر في مدينة غاو شمال بوعلام سايس وستة من مساعديه. وأجلت طائرة عسكرية جزائرية من منطقة برج باجي مختار باقليم أدرار المحاذي للحدود مع مالي أمس، عائلات الديبلوماسيين المخطوفين. وفي اول حديث بعد توقيع اتفاق تسليم السلطة، قال زعيم المجلس العسكري سانوغو: «يرغب المجلس في التحرك سريعاً نحو تسليم السلطة... خلال ايام سيكون هناك رئيس وزراء وحكومة». ويتوقع تعيين رئيس البرلمان تراوري رئيساً لمرحلة انتقالية ستشهد تنظيم انتخابات رئاسية «في انحاء البلاد» خلال 40 يوماً، ولكن تصعب معرفة موعد الاقتراع، بعدما اعلن متمردو الطوارق استقلال «دولة ازواد».