عاشت أسرة سلمى المكونة من الأب الذي يعاني مرضاً نفسياً وستة أطفال، أحداثاً عصيبة وتجربة مريرة، تمثلت في طرد العائلة بكاملها خارج الوحدة السكنية في الإسكان الخيري في محافظة صبيا والتي تقيم فيها منذ نحو ست سنوات. لم تقف معاناة الأسرة الفقيرة عند هذا الحد، بل تم إخراج كل ممتلكات الأسرة الفقيرة من أثاث خارج المنزل. وتروي سلمي مشعوي قاسم مأساتها وقد تشابكت دموعها مع أنينها: طلبوا منا إخلاء المنزل فوراً، فجن جنون زوجي المعتل نفسياً وقاوم بشدة وعندما يئس من ذلك سكب مادة البنزين من أجل إحراق نفسه ولكن تم السيطرة عليه ونقله بسيارة الأمن إلى مقر الشرطة، إذ تم إيقافه هناك». مؤكدة أنهم قاموا بإخراجهم بالقوة قسراً من المنزل ووضع كل ممتلكاتهم في الشارع. وتواصل سلمي سرد معاناتها: «زوجي يعاني من اضطراب وجداني اكتئابي مزمن وعصبية زائدة، ولدي ستة أطفال أحدهم مريض في القلب والآخر يعاني حالة نفسية ترك على أثرها مقاعد الدراسة، وقد منّ الله عليّ بالحصول على هذا السكن الخيري التابع لمؤسسة عبد الله القرعاوي في محافظة صبيا منذ العام 1428 وعندما سكنت أقام بعض المشرفين ضدي دعاوى كيدية بأنني سكنت في هذا الإسكان بالقوة». مؤكدة بأنها استلمت الوحدة السكنية وفق الأنظمة بعد أن أخذت عليها الإقرارات اللازمة. وتعود بالذاكرة إلى تفاصيل الأحداث منذ البداية: «بعد استلامي للوحدة واستقراري فيها مع أطفالي وزوجي المريض فوجئت في إحدى الليالي وعند الساعة الثالثة فجراً بدخول المشرفين على الإسكان إلى منزلي، ما اضطرني إلى تقديم شكوى إلى شرطة صبيا في تاريخ 14/4/1428ه وقد أرسلت إلى محافظة صبيا برقم 3613 وتاريخ 4/5/1428، إلا أنني فوجئت بإرسالهم لي من اجل الصلح، وبعد فترة أقاموا دعوى أخرى ضدي وتم تكليف سجانة من شرطة صبيا لإخراجي أنا وأطفالي، وتجددت الأحداث يوم أمس، إذ قاموا بطردنا من المنزل، علماً بأنني خلال السنوات الست التي قضيتها في المنزل خسرت في تجديده أكثر من 20 ألف ريال»، متسائلة: «أين سأقيم مع أطفالي الستة؟ فانا مقطوعة لا أحد لي وزوجي مريض نفسياً ولا يستطيع العمل». ولا تخفي سلمى أن السعادة عادت إلى محيا جميع أفراد الأسرة عندما سكنّا في المنزل، «هذا المأوى حمانا من حرارة الصيف وبرد الشتاء وسؤال الآخرين»، مبدية خوفها على نفسها وأطفالها من التشرد. وتتابع: «ليس من العدل طردي وأنا امرأة فقيرة لا دخل او عمل لي». مطالبة بإعادتها وأسرتها إلى المنزل وإطلاق سراح زوجها المريض نفسياً ومساعدتها على حماية أطفالها من خطر التشرد والضياع. محافظ صبيا:أسرتها حصلت على السكن بالقوة