في الوقت الذي اعتذر فيه وزير الإسكان الدكتور شويش ضويحي المطيري عن التعليق على مستوى سكن أسرة قاصرة جازان الذي شهد تفاصيل قتل والد على يد ابنه ووصفه الأمر بالحالة الفردية، تحول موقع الجريمة إلى أطلال لا تسمع فيها إلا همسا وترددات من صفير الرياح التي تقطع صمت السكون الرهيب الذي يلف المكان بعد الهجرة الجماعية لأسرة الجد عتين الذي عاش فيه ردحا من الزمن ومات فيه غدرا على يد ابنه. وفي المنزل الذي سكنته الكثير من أحلام الطفولة لستة أشقاء لا تشاهد في أركانه التي تحولت إلى إشلاء سوى بقايا عفش متهشم وأواني طعام متناثرة وأسرة خشبية طالما حملت أجساد الأسرة الفقيرة التي تشتت وتمزقت بسبب أطماع الابن العاق في المال. وكشفت مصادر «عكاظ» أن القاتل أبدى ندمه وغير مصدق بما حدث إلى الآن رغم إيداعه السجن، حيث ظهرت عليه علامات الندم والأسى. وكشفت الفتاة القاصر ل «عكاظ» أنها ترنو إلى حياة كريمة وهادئة وتحلم بمواصلة تعليمها بعيدا عن ضغوطات الزواج وهموم الحياة الأسرية، فهي ما تزال طفلة وجسدها النحيل قد لا يقوى على الحمل والولادة، إلى جانب أوجاعها النفسية بعد انفصال أمها عن والدها قبل عدة سنوات، وتضاعفت الآن بعد خسارتها لجدها. وعبر «عكاظ» تسترجع نورة (14 عاما) شريط ذكرياتها المؤلم عندما أجبرها والدها بالزواج قبل أكثر من سبعة أشهر، وتقول: «لم يخبرني بأي شيء عن هذا الزواج بل أخذني بالحيلة وذهبت معه إلى مدرسة محو الأمية لاستلام مكافأتي وهناك أجرى عقد الزواج غصبا عني وقد رفضت هذا الزواج بشدة، لاسيما أن الزوج في سن جدي رحمه الله وأضافت نورة بأنها آنذاك لم تحضر العقد أصلا ولم تتسلم ريالا واحدا من قيمة المهر المقدر ب 17 ألف ريال، لافتة بأنها لن ترضخ مستقبلا لأي زواج لا يتماشى مع رغبتها أو تطلعاتها، فهي كأي فتاة في سنها تريد الاستمتاع بطفولتها وإكمال دراستها حتى يحين موعد الزواج بعد بلوغها للسن المناسب بحيث تكون فيه قادرة على تحمل المسؤولية تجاه زوجها ورعاية وتربية أطفالها. وكانت قرية المبروك (43 كلم شمال شرقي محافظة صبيا) عاشت أوقاتا عصيبة بعد جريمة مقتل الجد محمد عتين (85 عاما) على يد ابنه شوعان (50 عاما) بسبب الخلاف الممتد بينهما لأشهر على أحقية زواج ابنته القاصر التي لم تتجاوز ربيعها ال 14. «عكاظ» زارت القرية وتجولت في منزل الأسرة المتواضع المشيد من القش وأغصان الشجر اليابس والذي ليس به من مقومات الحياة الكريمة شيء. أوضح ل«عكاظ» وزير الإسكان، أن عمليات الإسكان في منطقة جازان لا تواجهها أية سلبيات، مشيرا إلى أن توجيهات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تصب في الاهتمام بالمنطقة وتقديم كافة الاحتياجات لسكانها. وبين أن لقاءه بأمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز كان كفيلا بتذليل العقبات والصعاب إن وجدت، لافتا إلى أن هناك اهتماما دائما ومتابعة وتنسيق بين الإدارات الحكومية والإسكان. وأكد أن الدولة مهتمة بسكان القرى والهجر، مضيفا أن «توجيهات خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الوحدات السكنية ومتابعتها، دليل واضح على اهتمامه بسكان هذه القرى، معتبرا أن منفذي المشاريع الإسكانية من أصحاب الخبرة والشركات التي نثق فيها تؤدي عملها بالشكل الصحيح». وكان وزير الإسكان قد تفقد مقر الإسكان في صبيا وصامطة، واطلع على سير العمل في مشاريع الإسكان، والتقى بعد ذلك أمير منطقة جازان الذي أكد الرفع بعدد من الوحدات السكنية لخدمة أبناء المنطقة. من جهة أخرى، يزف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان صباح اليوم لأهالي محافظة الحرث خبر قرب عودتهم بعد الانتهاء من تحديد القرى النازحة الواقعة خارج الحرم الحدودي المحدد. ويطلع أمير المنطقة على استعدادات كافة الجهات ذات الاختصاص لتهيئة القرى النازحة. وقال ل «عكاظ» محافظ الحرث محمد بن هادي الشمراني «إن زيارة أمير المنطقة للخوبة ليست مستغربة؛ فقد تعودنا على زياراته المتكررة وتفقده لكافة الأعمال في محافظات المنطقة، وتأتي زيارته للخوبة بهدف الاطلاع على سير التجهيزات في قوة جازان أثناء تدريباتهم العادية، والوقوف على سير الأعمال والتجهيزات التي تنفذها الجهات ذات الاختصاص لاستقبال النازحين في 222 قرية الأسبوع المقبل».ورحب العميد حسن علي القفيلي مدير إدارة الدفاع المدني في المنطقة بالأمير محمد بن ناصر.