تناقلت بعض منتديات جازان خبر إخراج أسرة محمد النجعي من الإسكان الخيري في صبيا، في أواخر الأسبوع المنصرم. “الشرق” اتصلت بزوجة النجعي سلمى مشعوي التي بينت أن أفرادًا من الشرطة و أعضاء من إدارة إسكان صبيا أخرجوها عصر الثلاثاء الماضي من الوحدة السكنية التي يسكنونها منذ عام 1428ه و أن زوجها المصاب بحالة من الاضطراب الوجداني حين رأى أسرته بهذا الحال، جلب جالونا من البنزين وهدد بإشعال النار في نفسه، إلا أن الشرطة اقتادته إلى المركز وتم تحويله إلى المستشفى لعلاجه. و قالت مشعوي إنها لا تملك وأطفالها سكنا تأوي إليه وأن تفاصيل الحادثة تعود إلى ما قبل خمس سنوات من الآن، حيث سكن والد زوجها بالسكن الخيري، وبعد وفاته أقيم له العزاء ولم يجد الرجال مكانا يجلسون فيه، فجاء أحد موظفي الإسكان و أعطاهم إحدى الوحدات ليسكنوا بها حتى ينتهي العزاء، و فور انتهائه طلب منهم الخروج من المنزل، مشيرة أنها طلبت منه أن يمهلهم حتى يعثروا على سكن، لأن المؤجر أخرجهم حين لم يسددوا الإيجار المستحق عليهم، فوافقوا على بقائها و أسرتها من غير عقد، و في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة الماضي جاءت فرقة من الشرطة ومسؤولي الإسكان وأخرجوهم بالقوة، مشيرة إلى أنها تعرضت للضرب وحالة إغماء. مشتكية أن أطفالها الأربعة أصبحوا يعانون من اضطرابات نفسية و أن أكبرهم فيصل 15 عاما ترك الدراسة، و الصغير رفض العودة للمدرسة لأن زملاءه صاروا يعيرونه “بأسرته المطرودة. حقوق الإنسان وأوضح رئيس جمعية حقوق الإنسان أحمد البهكلي أنه تواصل مع المحافظة وأوصاهم بإحالة ملف الأسرة إلى لجنة تدرس حالتهم لمعرفة مدى استحقاقهم للسكن، منوها إلى أن الإخراج يفترض ألا يتم، بل وجب إبقاءهم لحين دراسة وضعهم كاملا. و نفى محافظ صبيا محمد عباس الحكمي الاتهامات الموجهة له عبر المنتديات الإلكترونية، في أنه من قرر إخراج الأسرة، و قال إن صاحب الإسكان يوسف القرعاوي حضر إلى مكتبه وأخبره بالقضية التي تتولى الشرطة ملفها، وبعد اطلاعه عليها وجد أن أساس التوجيه في إخراج الأسرة من البيت كان من قبل الشرطة، مبينا أن الأسرة احتلت الوحدة السكنية، وأنه تم إخراجهم قبل فترة وعادوا، وأن المحافظة أحالت قضيتهم للدراسة ولم تصدر نتائجها حتى الآن. وأكد صاحب الإسكان الخيري يوسف القرعاوي أنه خاطب الشرطة والمحافظة و الإمارة وطلب إخراج الأسرة من السكن لأنهم بحكم الغاصبين، و نفى استخدام العنف في إخراجهم من مسؤولي الإسكان الذين تعاملوا معهم، مبينا أن الأسرة أقلقت الجهات الحكومية بممارساتها الخاطئة، و منها تهجم النجعي مسبقا على إمام المسجد و أحد إداريي الإسكان، ويقول” لا يحق بأي شكل أن يغتصبوا الوحدات السكنية و لا يحق لحقوق الإنسان أن تقرر “الاحتلال و الغصب” تحت بند الإنسانية”. مادة بترولية و صرّح الناطق الرسمي باسم مديرية الشرطة بالمنطقة الرائد عبدالرحمن الزهراني أن الشرطة تلقت بلاغا من الجهة المشرفة على الإسكان، و تم أخذ البيت بقوة، بعد مخاطبة الشؤون الاجتماعية بإخراجهم، فاستصدرت الشرطة أمرًا من الإمارة بتنفيذ إخراجهم، منوها إلى أنه حين حضور الشرطة، كان النجعي خارج المنزل، و بيده مادة بترولية قام بسكبها على جسده، و لكن الشرطة تدخلت لحمايته، نافيا ما تردد في أن الشرطة احتجزت محمد النجعي في شرطة صبيا. واتضح ل”الشرق” بعد السؤال عن حالة النجعي المرضية أنه يعاني من “اضطراب وجداني اكتئابي مزمن مع ردود أفعال قوية، و قال الدكتور عبدالرحيم الميرابي أن المصابين بنفس حالة النجعي قد يقدمون على الانتحار، لأنهم ليسوا كباقي المرضى، فهو يعي ما يدور حوله، و لا يعرف حجم الضرر الواقع عليه، موصيا بضرورة تحويله إلى المستشفى النفسي مباشرة حماية له و لمن حوله.