طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – في خطوة قد تؤشر الى تباين بين طهران وأنقرة، دعا محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران، الى استئناف المحادثات بين بلاده والدول الست المعنية بملفها النووي، في بلد آخر غير تركيا، قد يكون العراق، فيما انتقدت روسيا «أصحاب الرؤوس الحامية» في إسرائيل الذين يهددون بشنّ هجوم على ايران. في غضون ذلك، حضّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني النظام في إيران، على إجراء حوار مع الولاياتالمتحدة. وقال ل «مجلة الدراسات الدولية» الفصلية: «الولاياتالمتحدة قوة عظمى، مثل روسيا والصين وأوروبا. اذا تفاوضنا مع أوروبا والصين وروسيا، لماذا لا نجري حواراً مباشراً مع الولاياتالمتحدة؟». وأشار الى أنه أبلغ الإمام الراحل الخميني بوجوب الحوار مع الولاياتالمتحدة، مشدداً على أن «الحوار لا يعني الإذعان للولايات المتحدة. نفاوض، واذا قبلوا مواقفنا، أو قبلنا مواقفهم، يكون الحوار ناجحاً». ودعا رفسنجاني الى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، لمواجهة العقوبات على تصدير النفط الايراني، اذ تساءل: «لو كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية، هل كان أمكن للغرب فرض عقوبات (على النفط الايراني)؟». واعتبر أن «السعودية وحدها قادرة على ملء الفراغ الذي تحدثه ايران»، اذا حُظّر استيراد نفطها. وزاد: «اعتقد بأن إقامة علاقات جيدة مع السعودية، ما زال ممكناً. ولكن ثمة أشخاصاً لا يريدون ذلك». وقال رضائي: «نظراً لأن أصدقاءنا في تركيا لم يفوا ببعض اتفاقاتنا، من الأفضل إجراء المحادثات في دولة صديقة أخرى». وأضاف: «اقتراح اسطنبول مكاناً للمحادثات، قد يعطي انطباعاً خاطئاً للجانب الآخر بأن إيران ضعفت. لذلك يجب التفكير أكثر في اختيار مكان المحادثات، بحيث لا يأخذ (الجانب الآخر) انطباعاً بأن اسطنبول هي خيارنا الوحيد». واعتبر أن «بغداد أو دمشق أو بيروت تشكل خياراً أفضل من اسطنبول، لاستضافة المحادثات». ورضائي قائد سابق ل «الحرس الثوري»، ونافس الرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة عام 2009. تزامن كلام رضائي، مع تقرير لهيئة الإذاعة والتلفزيون في ايران أفاد ب «استعداد بغداد لاستضافة المحادثات بين ايران والدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ونقلت عن «مصدر عراقي مطلع» إن «سفراء أميرکا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وممثل الاتحاد الأوروبي في العراق، اطلعوا على الموضوع ورحبوا به»، مشيراً إلى «قرار بأن ينقل سفراء هذه الدول، هذا الموضوع الى حكوماتهم». وورد في تقرير الهيئة: «قيل سابقاً إن إيران وترکيا ترغبان في اجراء المحادثات في اسطنبول، لكن القرائن تشير الى ان هذه الرغبة ليست کما کانت في الماضي». ونقلت الهيئة عن «مصادر إعلامية» إن «وفداً إيرانياً» يزور بغداد «لمتابعة الموضوع مع مسؤولين عراقيين بارزين». ريابكوف في السياق ذاته، أشار سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الى أن مكان المحادثات وزمانها «لم يُحددا نهائياً». واعتبر أن المحادثات «مهمة جداً، إذ أن الوضع معقد جداً وقد يتفاقم. لا يمكننا الانتظار أكثر»، مضيفاً: «نأمل بألا تتحول المحادثات إلى تبادل اتهامات، لأن ذلك يؤدي الى طريق مسدود. ونتيجة مشابهة ستكون فشلاً ديبلوماسياً كبيراً». وانتقد ريابكوف تهديدات ضد ايران يطلقها «أصحاب رؤوس حامية» في اسرائيل، ودعا أولئك «الصقور» إلى الامتناع عن إطلاق هذه التصريحات «غير المقبولة». وقال: «يستحيل الحصول على تنازلات من ايران، وسط تهديدات او عقوبات. تأزم الوضع الى درجة أصبحت كل الاحتمالات ممكنة. لا يجوز إسقاط خطر نشوب نزاع». الى ذلك، بثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، درس تقريراً للجيش يرجّح مقتل 300 شخص في الدولة العبرية، في أي حرب إقليمية.