قام رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» جاكوب كلينبرغر بزيارة مدينة درعا في جنوب سورية أمس للاطلاع على الأوضاع فيها ل «تقويم الحاجات الإنسانية للمتضررين من الأحداث» التي تمر فيها محافظة درعا، ذلك بعدما أجرى في دمشق محادثات مع وزراء الخارجية والمغتربين وليد المعلم والداخلية محمد الشعار والصحة وائل الحلقي. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لفرانس برس «قام رئيس اللجنة بزيارة إلى مدينة درعا للاطلاع ميدانياً على حقيقة الواقع الإنساني في المدينة». وأضاف أن كلينبرغر الذي زار درعا برفقة رئيس منظمة الهلال العربي السوري عبدالرحمن العطار توجه بعد ذلك بصحبة العطار إلى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا). وقدمت اللجنة شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الخاصة هي ألف سلة غذائية ومستلزمات صحية شخصية، إضافة إلى 500 غطاء «تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا» تمهيداً لتوزيعها، وفق دباكة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن محافظ درعا محمد خالد الهنوس قال خلال لقائه كلينبرغر إن «الأعمال التي تعرضت لها المحافظة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ألحقت أضراراً كبيرة في مختلف القطاعات وبخاصة الزراعية والطرق والكهرباء والمصارف والتربية والجمعيات الاستهلاكية، إضافة إلى منع الموظفين والطلاب وأصحاب المحال التجارية من التوجه إلى أعمالهم بقوة السلاح». وأوضح الهنوس أن «الجهات المختصة بذلت قصارى جهدها لتذليل الصعوبات التي تعترض عملية إيصال المواد الغذائية والأدوية والخبز والمحروقات للمحافظة»، موضحاً أن العقوبات الاقتصادية الخارجية على سورية «أثرت سلباً في عدد من القطاعات». وزار وفد «اللجنة الدولية» و «منظمة الهلال العربي السوري» مقر فرع «منظمة الهلال الأحمر» في درعا وسلمت شحنة من المساعدات الإنسانية شملت أدوية وأغذية وأغطية ومواد إسعافية لتوزيعها على المحتاجين. ثم زارت مدن ازرع والشيخ مسكين ونوى بهدف الاطلاع على أوضاع المواطنين واحتياجاتهم. ونقلت «سانا» عن كلينبرغر أنه التقى في دمشق المسؤولين الحكوميين لكنه يفضل «الذهاب إلى المناطق ميدانياً ليرى الواقع بنفسه ويتعرف إلى النشاطات التي يغطيها الصليب الأحمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري». وأفاد رئيس «الهلال الأحمر» السوري بأن «الهلال الأحمر» و «الصليب الأحمر» دخلا مدينة درعا في أيار (مايو) الماضي وقدما المساعدات الغذائية والدوائية للمحتاجين، مبيناً أن «وجود المنظمتين على الأرض من شأنه نقل الواقع الحقيقي للعالم وما يتم تقديمه من مساعدات للمتضررين». وأشار العطار إلى أن هذا «التعاون سيتطور وسيقوم الهلال الأحمر السوري بدعم متطوعي الهلال في درعا لما قدموه من جهد مميز». وكان المعلم أكد خلال لقائه كلينبرغر «استمرار سورية في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري». كما تم الاتفاق في اللقاء على «آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى بغية تذليل أية عقبات وتحقيق التعاون المرجو وتثبيته ضمن المهمة الإنسانية المحددة». وأوضحت «سانا» أن لقاء رئيس «الصليب الأحمر» مع اللواء الشعار «تركز حول مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بطبيعة عمل اللجنة ومهامها في سورية والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها الوزارة في هذا الشأن وبخاصة فيما يتعلق باطلاعها على بعض دور التوقيف ولقاء النزلاء فيها ولا سيما سجن حلب المركزي». وأوضح الشعار أن الوزارة «تسعى في شكل مستمر إلى اتخاذ كل ما من شأنه تحسين أوضاع السجناء وتقديم الخدمات الصحية والإنسانية كافة لهم وإعادة تأهيلهم فكرياً ونفسياً واجتماعياً وفق طرق مدروسة تساهم في مساعدتهم على الاندماج بالمجتمع وعدم العودة للتفكير السلبي بعد خروجهم من السجن». وفي هذا الصدد، أشار وزير الداخلية إلى «ما تقوم به من برامج في مجالات التوعية والرعاية الاجتماعية للنزلاء ومتابعة قضاياهم ومشكلاتهم بما يساهم في إعادة تأهيلهم وتعديل سلوكهم وعودتهم أناساً طبيعيين يمارسون دورهم في المجتمع ويضمن عدم تكرار وقوعهم في الجريمة وارتكابهم للأفعال الخارجة على القانون والمخالفات أياً كان نوعها بعد انتهاء مدة محكوميتهم». ونقلت «سانا» عن الشعار قوله إن «جميع نزلاء دور التوقيف المحكومين منهم والذين هم قيد المحاكمة يتمتعون بإشراف قضائي، وهم متساوون في الحصول على الخدمات الصحية والإنسانية كافة على اختلاف تصنيف جرائمهم».