اعتبر الكاتب والسيناريست السعودي ندا الظفيري ان القضايا المطروحة في الدراما السعودية أجرأ وأقوى بكثير مما نجده في نظيرتها الكويتية، لكنّ مشكلتها الأولى تكمن في التركيز على نمط واحد من الأعمال، إضافة الى ظاهرة الفنانين المنتجين الذين لا يسعوْن إلى جيل درامي جديد. ورأى أن تكثيف جرعة المسلسلات الكوميدية في السعودية سيقضي على الحركة الفنية، في ظل إصرار الفنانين على طرق هذا الباب للاستئثار بالبطولة المطلقة، وعدم إتاحة الفرصة امام المواهب الشابة للمشاركة، واضاف: «أستثني هنا الفنان فايز المالكي، الذي أعتبره الناجح الوحيد في الأعمال الكوميدية». وتوقع الظفيري أن يتوقف التركيز على الأعمال الكوميدية في الخليج خلال سنتين. وأضاف: «الأب الروحي للكوميديا في الخليج العربي الفنان حسين عبدالرضا ابتعد عن تقديمها منذ سنوات واتجه للأعمال التراجيدية». وأوضح ان «الكاتبة والمنتجة الكويتية فجر السعيد بثت الروح في الدراما الخليجية قبل 12 عاماً بعد فترة كانت أشبه بالموت السريري، بتقديمها مسلسلات تراجيدية بدأتها ب «جرح الزمن»، و«دنيا القوي». وعن توجه عدد من الممثلين السعوديين إلى الدراما الكويتية، قال الظفيري: «يعود ذلك لانعدام الفرص أمامهم في السعودية، ولا ألومهم، كونهم لا يجدون أدواراً مناسبة لهم، خصوصاً أن الأعمال الكوميدية في المملكة لا تتعدى الحلقة الواحدة منها 20 مشهداً، يستأثر البطل (المنتج نفسه) ب15 مشهداً، ويوزع البقية على المشاركين معه». وأشار إلى ان الفنان طلال السدر لم يجد الفرصة في الساحة السعودية، فاتجه الى الساحة الكويتية، ووجد ضالته في الأعمال التراجيدية هناك، حتى أصبح نجماً يتسابق عليه المنتجون، لالتزامه وموهبته العالية. وطالب الظفيري القائمين على الأعمال السعودية في وزارة الثقافة والإعلام بالاتجاه لتوسيع دائرة المنتجين من غير الفنانين: «في الكويت تتاح الفرصة لعدد كبير من المنتجين من غير الفنانين، ما يبدع أعمالاً قوية، مثل أعمال المنتج خالد البذال وفجر السعيد، على العكس مما يقدمه الفنان المنتج الذي يحرص على نجاح شخصيته بالدرجة الأولى». وتابع: «منذ مدة أعمل في الساحة الكويتية، وكنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة في بلدي، وحاولت مرات، ونجحت هذا العام في إقناعهم بعمل جديد في فكرته وأسلوب طرحه، وحدث ذلك بتناغم كبير بين المسؤولين عن اختيار الأعمال، بدءاً من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووكيله لشؤون التلفزيون الدكتور سليمان العيدي، والمدير العام للقناة الأولى الدكتور محمد باريان، الذين كانوا في غاية اللطف». وكشف الظفيري عن عمله التراجيدي «نساء من زجاج»، الذي تعتزم القناة السعودية الأولى عرضه خلال رمضان المقبل، ويتناول فيه ظاهرة الطلاق التي استشرت في المجتمع اخيراً، مضيفاً: «لا يوجد بيت في السعودية يكاد يخلو من مطلقة، لكن معظم المسلسلات تعرض للقضية بسخرية عبر حلقة، أو حلقتين، وهذا لا يخدم. صحيح ان الدراما بطبعها لا تعطي حلولاً، لكننا نحاول أن نتناول المآسي والمشكلات والمخاطر، التي تتعرض لها المطلقات بقالب إنساني، يحمل جرعة كبيرة من الحزن والدموع». ولفت إلى أن المسلسل من النوع المتصل المنفصل الذي يقدم كل حلقة بموضوع مستقل في ساعة تلفزيونية على شكل فيلم سينمائي قصير. ويشارك في هذا العمل عدد كبير من نجوم الدراما في الخليج منهم: تركي اليوسف، ماجد مطرب، طلال السدر، مشعل المطيري، دريعان الدريعان، علي المدفع، عبدالعزيز المبدل، فيّ الشرقاوي، إيمان القصيبي، مروة محمد، زارا البلوشي، ريماس منصور، رموز، ريفان، مريم الغامدي، العنود حسين، وهو من إخراج الأردني برجس العمران.