تتجه وساطة الأمين العام السابق للأمم المتّحدة لوقف النزاع سلماً في سورية نحو الفشل على وقع القرارات الصادرة عن مؤتمر أصدقاء سورية في إسطنبول. ودعم المؤتمر هذا المعارضة السورية. وعلى رغم أن الحاضرين أيدوا المساعي السلمية التي يقوم بها كوفي أنان، إلا أنهم في الواقع لم يتركوا له خياراً سوى الاتفاق على موعد رحيل الأسد. واعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري. واقتصر تأييد المجتمعين في المؤتمر السابق في تونس على الدعم المعنوي، واليوم أقر تمويل المعارضة مادياً. وعليه، ستباشر في وقت قريب عملية دفع الرواتب للجنود والضبّاط في «الجيش السوري الحر» من صندوق تمويل تدعمه دولة خليجية... وستساهم في الدعم المالي دول أخرى منها قطر وفرنسا. ووعدت الولايات المتّحدة ببذل 12 مليون دولار للمعارضة السورية. وأبدت ألمانيا الاستعداد لدعم الثورة السورية ب 6 ملايين يورو. ويترافق هذا الدعم مع تشديد العقوبات على نظام الأسد في مجال التسليح. وجمدت الولاياتالمتحدة أخيراً حسابات بعض المسؤولين الحكوميين السوريين، وجمدت الدول الأوروبية أصول عائلة الأسد في شباط (فبراير) الماضي. وترمي هذه الخطوات إلى هدف لا يخفى على أحد، أي إلى خلع الرئيس بشار الأسد قبل انتهاء ولايته في 2014. وهددت وزيرة الخارجية الأميركيّة، هيلاري كلينتون، الأسد بمصير قاتم في حال تمسكه بالسلطة. ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى وقف العنف في سورية من طريق التزام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، الذي ينص على التدخل العسكري وفرض عقوبات. ورأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الأسد يحاول أن يكسب الوقت من خلال المماطلة في تنفيذ مبادرة أنان، ودعا مجلس الأمن إلى استغلال الفرصة وتحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب السوري، أو دعمه في الدفاع عن نفسه. ودعت تركيا مجدداً إلى إقامة منطقة عازلة، وأعلنت إقفال سفارتها في دمشق موقتاً. وجاءت هذه التصريحات عقب موافقة سورية على مبادرة أنان لحلّ الأزمة، إحدى نقاط هذه المبادرة هي وقف العنف. لكن هذه النقطة لا تحظى بالإجماع، ويدور الخلاف على من سيبادر أولاً إلى وقف النار، السلطة أم المعارضة. وترفض السلطة السوريّة سحب الجيش من المدن قبل عودة الحياة الطبيعة إليها، وانتقدت مؤتمر أصدقاء سورية، لكنها أعلنت، في الوقت نفسه، جاهزيتها للانتخابات النيابيّة في 7 أيّار (مايو) المقبل ومواصلة التعاون مع أنان. واجه المؤتمر اعتراضات كثيرة. وانتقد معارضون سوريون قصر الدعوة إلى المشاركة فيه على برهان غليون المقيم في باريس واستثناء الآخرين. وينوي حسن عبد العظم، أحد هؤلاء المعارضين، زيارة موسكو تلبية لدعوة من الخارجيّة الروسيّة، ويرى أن مبادرة أنان لا تزال سارية المفعول، معارضاً أي تدخل عسكري أجنبي في سورية. * صحافية، عن «موسكوفسكي نوفوستي» الروسية، 2/4/2012، اعداد علي شرف الدين