أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الأسرة الدولية «لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم» إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سورية. وفيما شدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على ضرورة «تحديد مهلة في الزمن» للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان، قالت بريطانيا أمس إن تلكؤ الرئيس السوري بشار الأسد في تنفيذ خطة سلام للأمم المتحدة والجامعة العربية في شأن سورية سيؤدي إلى «مزيد من الضغط عليه في مجلس الأمن وربما زيادة تمويل الحكومات الأجنبية للمعارضة السورية». وفي كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية ل «مؤتمر أصدقاء سورية» قال أردوغان: «إن فوت مجلس الأمن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار أمام الأسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه». وندد بما اسماه «إعدام جماعي» تقوم به قوات النظام في حق السوريين. وأضاف أردوغان الذي قطعت بلاده علاقاتها مع سورية بسبب قمع النظام للحركة الاحتجاجية القائمة منذ منتصف آذار (مارس) 2011، «بحسب الأممالمتحدة، أوقع القمع أكثر من تسعة آلاف قتيل، أما أنا فأرى أن الرقم أعلى بكثير». وأشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا فقط بلغ أمس عشرين ألفاً. ودعا أردوغان الأممالمتحدة إلى «الانتقال إلى العمل في مواجهة المأساة الإنسانية في سورية ... وإيجاد آليات عملانية» لحل الأزمة. وقال: «ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة». وأضاف أن السوريين «الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن». ورأى أن الأسد «قام بوعود لتضييع الوقت... وأخشى أن يستخدم مبادرة (الموفد الدولي الخاص كوفي) أنان لتضييع الوقت. لا يجب ترك النظام السوري يستغل هذه المبادرة». ودعا أردوغان إلى أن تكون جهود أنان «منسقة مع جهود أصدقاء سورية»، معتبراً أن كل خطة ليس لديها جدول زمني «ستشجع النظام عل متابعة أعمال العنف». وقال: «طالما أن النظام لا يتجاوب، لا يمكن لمجلس الأمن إلا تحمل مسؤولياته ووقف الإبادة التي تجري في سورية». وحض أردوغان في كلمته مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق. وقال إنه لا بد من تلبية «المطالب المشروعة للشعب السوري في هذا المكان وفوراً». وشدد وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة «تحديد مهلة في الزمن» للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي أنان. وقال للصحافيين على هامش المؤتمر: «هناك خطر مراوحة الآن. نرى جيداً أن خطة النظام هي كسب الوقت، لذلك لا بد، إذا اتفقنا كلنا على الأمر، أن نحدد مهلة في الزمن» لتطبيق الخطة. وذكّر جوبيه بأن أنان سيكون في نيويورك لتقديم تقريره حول مهمته في شأن سورية اليوم إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أنه يتوقع من أنان «أن يحدد رؤيته لسير المهمة». وأضاف: «إلا أن هذه المهمة لا يجب أن تطول إلى ما لا نهاية، يجب أن يكون لها أجل قريب، وإذا لم تؤد إلى نتيجة إيجابية لا بد من العودة إلى مجلس الأمن لبحث كل الخيارات المطروحة». وتنص خطة أنان على سحب القوات العسكرية من المدن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والصحافيين إلى سورية وبدء التحاور حول مرحلة انتقالية. وأعلنت السلطات السورية موافقتها على الخطة. وقال جوبيه: «في الحقيقة، بشار الأسد يحاول كسب الوقت ولا يطبق التعهدات التي التزم بها. المجازر تتواصل ولدينا شهادات من شخصيات سورية عدة فرت من البلاد» في هذا الشأن. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن الدول الصديقة لسورية ستنشئ مجموعة عمل تعمل على فرض عقوبات يتم تبنيها ضد نظام الرئيس السوري. وقال: «من المقرر إنشاء مجموعة عمل من أجل العقوبات ستجتمع في باريس خلال 15 يوماً»، مضيفاً أن «الهدف تنسيق العقوبات الأميركية والأوروبية وعقوبات جامعة الدول العربية وإقناع مجموعة أصدقاء سورية الموجودين هنا بتطبيق هذه العقوبات التي يجب تشديدها أيضاً». كما أعلن جوبيه أن «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» سيعترف بالمجلس الوطني السوري بصفته «المحاور الرئيسي» عن سورية. وقال: «سيرد في البيان النهائي أن المجلس الوطني السوري هو المحاور الرئيسي وسندعو مجموع قوى المعارضة إلى التوحد تحت مظلته». وأشار إلى أن المعارضين السوريين أحرزوا «تقدماً كبيراً» عبر الإقرار الثلثاء بأن المجلس الوطني السوري هو «الممثل الشرعي» للشعب السوري وعبر اعتماد وثيقة تؤكد تمسكهم بالديموقراطية واحترام الأقليات. في موازاة ذلك، قالت بريطانيا أمس إن تلكؤ الرئيس السوري في تنفيذ خطة سلام للأمم المتحدة والجامعة العربية في شأن سورية سيؤدي إلى مزيد من الضغط عليه في مجلس الأمن وربما زيادة تمويل الحكومات الأجنبية للمعارضة السورية. ووجه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تحذيراً للأسد في تعليقات للصحافيين قبيل الانضمام إلى مؤتمر «أصدقاء سورية». وأضاف هيغ: «قال نظام الأسد إنه قبل خطة أنان لكنه لم يفعل شيئاً حيالها. القتال مستمر. زيادة الدعم المالي للمعارضة سيكون أحد عواقب لعب نظام الأسد بالوقت في تنفيذ مقترحات انان». وأضاف: «إحدى رسائل هذا المؤتمر أنه سيكون من المهم تنفيذ خطة أنان وأن الفترة الزمنية لتحقيق ذلك ليست مفتوحة.. ينبغي (لمؤتمر) «أصدقاء سورية العودة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو زيادة التمويل للمعارضة السورية. ينبغي لنظام الأسد أن يعمل ولا يكتفي بمجرد القول. هذا لا يعني أننا اليوم سنضع موعداً نهائياً لكن ذلك يعتمد على ما يفعلونه على الأرض». وأعلنت بريطانيا مضاعفة مساعداتها غير العسكرية للمعارضة السورية في الأيام الأخيرة وهو أسلوب تتبناه بالفعل الولاياتالمتحدة وتقول تركيا إنها ستتبعه. وتقول بعض دول الخليج العربية إنه يجب زيادة الدعم للجيش السوري الحر المعارض لكي يحمي المدنيين المحاصرين في حملة الأسد على الانتفاضة التي مضى عليها عام. وقال هيغ إن المشاركين في اجتماع إسطنبول يناقشون شكل التمويل الذي يجب أن تحصل عليه المعارضة، مضيفاً أنه لم يتقرر بعد ما إذا كان «تمويلاً ائتمانياً» مثلما اقترحت بعض الحكومات. وأشار الوزير البريطاني إلى جهود المجلس الوطني السوري ليصبح حركة أكثر انفتاحاً وأشمل قائلاً إن «أداءه تحسن في الأيام الأخيرة».