بدأت محكمة الشملي في منطقة حائل أمس، محاكمة مواطن متهم باحتجاز راعي الأغنام الذي يعمل لديه 18 عاماً، وعدم منحه رواتبه طوال تلك الفترة. وبحسب مصدر مطلع في محكمة الشملي، فإن المواطن الذي تخطى عمره 72 عاماً قدّم أمام قاضي المحكمة فهد المطيري أعذاراً واهية وغير منطقية، لعدم دفع مستحقات العامل بييريه سامي الذي يحمل الجنسية الهندية، وادعى أن مكفوله لم يطلب منه طوال تلك الفترة هاتفاً ليتحدث مع أهله أو إجازة ليزور عائلته، طالباً منحه مهلة ل3 أشهر ليتسنى له سداد مستحقات المقيم. وأضاف المصدر أن راعي الأغنام ادعى على كفيله بإساءة معاملته وضربه ومنعه من السفر وتكليفه إلى جانب رعاية الأغنام بالعناية بالأطفال وتنظيفهم وتنظيف بيت الشعر الذي كان يقطن فيه كفيله وأسرته، ورفض طلب كفيله منحه مهلة 3 أشهر لسداد مستحقاته، مؤكداً أن كفيله حرمه من حقوقه كافة أكثر من 18 عاماً، وحان الوقت لأن يأخذ حقه من دون تأخير. ولفت إلى أن القاضي المطيري اختتم الجلسة بمنح الكفيل مهلة لا تتجاوز 10 أيام كحد أقصى لسداد مستحقات العامل. إلى ذلك، أكد مصدر أمني ل«الحياة»، أن المواطن والمقيم أعيدا فور انتهاء الجلسة إلى مركز شرطة عمائر بن صنعاء (160 كيلومتراً غرب مدينة حائل) وجرى وضعهما في التوقيف بانتظار انتهاء محكمة الشملي من إجراءات النظر في القضية والبت بها، لافتاً إلى أنهما موقوفان منذ الاثنين الماضي. وحاولت «الحياة» معرفة مبررات إيقاف المقيم في مركز الشرطة على رغم أنه مجني عليه، لكن المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي اعتذر مجدداً عن الإدلاء بأي تصريح حول هذه القضية. وأكد المحامي عبدالرحمن اللاحم، أن قضية إلزام كفيل راعي الأغنام بالسداد مسألة محسومة، مضيفاً أن الواجب تحويل الكفيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لمحاكمته وفرض عقوبات صارمة بحقه وفق نظام الاتجار بالبشر، مشيراً إلى أن المملكة طرف في الاتفاق الدولي لمكافحة الاتجار بالبشر، إضافة إلى أن هناك نظاماً في السعودية يجرم الاتجار بالأشخاص. وأوضح مصدر مُطلع في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ل«الحياة»، أن «الجمعية» بدأت التقصي عن واقعة راعي الأغنام، وتواصلت مع مركز شرطة عمائر بن صنعاء هاتفياً، وأفاد رجال أمن فيها بأن العامل وكفيله أحيلا إلى محكمة الشملي بانتظار صدور حكم القاضي للفصل في القضية، لافتاً إلى أن الجمعية تتابع عن كثب كل تطوراتها، وستطالب بإيقاع عقوبة بحق الكفيل، إلى جانب المطالبة بإلزامه بدفع تعويض مالي للعامل، مع كل مستحقاته المالية جراء حرمانه من كل حقوقه طوال الأعوام الماضية. وكانت قضية راعي الأغنام اكتشفت أخيراً عندما تاه رجل في الصحراء، وتصادف مروره بحظيرة قرب قرية ساحوت في منطقة تعرف بقعر الذيب (230 كيلومتراً غرب مدينة حائل)، فرأى المقيم على هذا النحو، وسارع إلى إبلاغ الجهات الأمنية التي نجحت في الوصول إليه ونقله إلى مركز الشرطة، واستدعت كفيله للتحقيق معه في هذه القضية. وأكد حينها المقيم بييريه سامي ل«الحياة»، أن كل ما يريده السفر بأسرع وقت ممكن إلى بلده بعد منحه مستحقاته المالية المتأخرة التي تقدر ب85200 ريال، مشيراً إلى أنه لم يتقاضَ طوال 18 عاماً الماضية سوى 1200 ريال فقط، هي قيمة 3 رواتب، إذ إن راتبه الشهري 400 ريال فقط، مضيفاً أنه كان يسكن في بيت شَعر وسط النفود قرب قرية ساحوت في منطقة تعرف بقعر الذيب، التي تبعد230 كيلومتراً غرب مدينة حائل، وطلب من كفيله بعد عامين من قدومه، أن يسمح له بزيارة أسرته، لكنه رفض ذلك.