العلاقة بين الأندية ولاعبيها، لا سيما في مجال كرة القدم أصبحت مادية، هذا هو عالم الاحتراف، ولم تعد كرة القدم مجرد هواية، وفي الهواية يتم اكتشاف المواهب، ومن دون وجود النشء الهاوي علينا ان ننسى مسألة المواهب وبروز النجوم، فحتى الصغار أصبحوا قبل نضوجهم يفكرون بالعقود، والمال والثروة، وبعد ذلك يفكرون بالأضواء، كل هذا يحدث من دون وجود تخطيط ودراسة من المعنيين بالأندية، فمع مرور الوقت ستنضب المواهب بشكل تدريجي، وبعيداً عن النشء والصغار، لدينا لاعبون في الأندية لا يملكون أية موهبة لكن «الجود من الموجود»، وعلى رغم ذلك يساومون ويشترطون، وأخيراً يهددون بالرحيل، أضف الى ذلك أحلام مديري الأعمال، وتسويقهم لأشباه اللاعبين، وهنا يجب ان لا تتحدث إلا عن الملايين فقط، ومن لا يملك الملايين عليه ان ينتظر الهواة، وهم قلة قليلة في هذا الزمن. ويكفي هنا للدلالة على ان هناك خطأ ما، واقع احترافنا المختلف عن احتراف العالم الآخر، «احتراف كم تدفع؟» وبعدها ندخل في (حراج)، ولو فكر المحرجون في اللاعب المراد استقطابه لما فكروا فيه بغض النظر عن القيمة المادية، فالذين يستحقون الملايين يكادون يعدون على الأصابع، علينا ان نضيف مسألة تهميش النادي في عملية الانتقال، فكل شيء ينتهي بنهاية العقد ثم تبدأ مرحلة التهديد. ومشكلة اخرى، فالأندية ليس لديها من يدرس العقود، احد الأندية متورط في العديد من نجومهم المفترضين فعقودهم متقاربة، مجرد أشهر بينها، وعلى النادي تجهيز موازنة للاحتفاظ بهم، ولا ننسى بأن اللاعب متى ما رغب مغادرة ناديه، فبإمكانه ذلك حتى قبل ان ينتهي عقده، وذلك بشراء ما تبقى من عقده، فعلها عطيف والسعران، والآن يقال إن الفريدي يخطط لذلك بحسب ما نشر صحفيان كل هذا يحدث، ولا احد يستطيع الاعتراض، وعندما يبدي أحد ملاحظة يقال له هذا هو الاحتراف. باختصار شديد، احترافنا غير منطقي لأنه بكل سهولة أعادنا الى الخلف كثيراً، لقد قتل هذا الاحتراف الولاء والتشجيع، الذي لم يعد سوى في مدرجات الدرجة الثالثة فقط. آخر مكاشفة الشباب بقي له مباراتان لكي يحقق بطولة الدوري، وبعيداً عن الدوري فالشباب مرشح لتجاوز المباراة رقم 28 من دون خسارة، وربما يحققها بالرقم 29، موسم واحد وألغى الشباب الأرقام القياسية. [email protected]