هذا ليس اسما تجاريا لشركة ربحية، لكنه اسم شهير لشراكة فنية منح الله عناصرها موهبة جميلة من حقهم استثمارها (كغيرهم) بما يعود عليهم بالفائدة وبما يوازي إمكاناتهم وقيمتهم الفعلية. أقول هذا ونجما المنتخب السعودي ونادي الشباب عبده وأحمد عطيف يصبحان موضوع الساعة لقرب انتهاء عقديهما (ودخولهما فترة الستة أشهر بعد أسابيع)، ولا شك أن اسمين بهذا الحجم باتا محل اهتمام الأندية الأخرى التي تطمع بمثلهما في زمن شح المواهب وارتفاع القيمة المادية للنجوم، ويكفي أن صفقة هداف مثل محمد السهلاوي وصلت إلى عشرات الملايين، وأن قيمة عقد لاعب صاعد مثل الموهوب يحيى الشهري ربما تصل إلى خمسة عشر مليون ريال، كما قرأنا عبر الصحف ورغبة نادي الاتحاد عرض هذا المبلغ، بل إن أسماء شابة لا تزال في بدايتها مثل اللامع نايف هزازي وصل الرقم الذي سيحصده (لوحده) إلى ثمانية أو عشرة ملايين (والأرقام ليست من مصادر رسمية)! وسط هذه العروض والتسابق لا غرابة أن ترتفع القيمة المستحقة لنجم كبير مثل عبده أو أحمد وهما اللذان شاهد الجمهور الرياضي أثر غيابهما على خط وسط المنتخب في المرحلة الحاسمة من التصفيات، بل إن من الظلم للنجم الكبير عبده عطيف أن يتم التلميح باستغلال ظروف إصابته للتقليل من قيمة عقده وهو الذي أُصيب مع الفريق الوطني. لا شك أن الشباب سيكون حريصا على إبقائهما في صفوفه؛ فالنادي جلب لاعبا كبدر الحقباني بما يقارب الأربعة ملايين قبل سنوات، ولو حسبنا الملايين المهدرة مثلا على اللاعب الأسترالي خلال أشهر قليلة لوجدنا أن النجمين السعوديين أولى بأضعاف هذه المبالغ وهما اللذان قدما الكثير ولا يزال الطريق أمامهما لتحقيق المزيد.. كل التوفيق نتمناه للنجمين الكبيرين ولكل نجوم الوطن. هل نحتاج إلى 30 عاما أخشى أن ينطبق على احترافنا مسمى الرواية الشهيرة (ثمانون عاما بحثا عن مخرج).. فالدكتور صالح بن ناصر قال: (عبر لقائه المميز في الزميلة الرياض) إننا نحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاثين سنة ليكون لدينا احتراف حقيقي، وضرب مثلا بإنجلترا، حيث بدأ الاحتراف لديهم (حسب كلامه) عام 1880م ولم تصدر اللائحة الأولى للاحتراف إلا بعد 28 سنة!! الزميل المميز عبدالوهاب الوهيب لم تفت عليه هذه الجزئية فسأل معقبا: لماذا نعيد التجربة بدلا من البدء من حيث انتهى الآخرون؟ فأجاب الدكتور إجابة غير واضحة (ملخصها): نحن لا نوجه اللوم لأحد بعينه لكن نؤكد أن المسألة تحتاج إلى وقت طويل!! هذه الإجابات تؤكد أن البطء الشديد في تغير أنظمة الاحتراف لدينا وعدم وضوح اللوائح أو تغييرها يرتبط بأصحاب الفكر الموجود، فهم مع كامل التقدير أدوا الكثير خلال فترة تاريخية معينة ولم يقصروا، غير أن التعاطي مع زمن السرعة والتغيير يحتاج إلى كفاءات شابة تواصل الطريق وتملك الطموح والعزيمة لاختصار الوقت وكسر المسلمات وتحدي المصاعب. اليابان يا دكتورنا العزيز لم تحتج إلى أكثر من خمس عشرة سنة للوصول إلى ما هي عليه الآن كرويا، بينما مر على احترافنا ما يقارب خمسة قرون وما زلنا نقع في أخطاء سطحية تثير العجب!! الآخرون يا دكتور صالح لا يوجد لديهم قائمة انتقال أو ميثاق شرف أو استثناء مكرر أو نصف العقوبة.. أو.. أو.. من خصوصياتنا التي تغص بها رياضتنا!! باختصار أعطني عقليات تريد التغيير أعطك تغييرا يدير العقول!