على وقع تسارع التطورات الأمنية والسياسية في سوريا بشكل غير مسبوق، شنّ رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري هجوماً عنيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد معتبراً ان «المجازر التي يرتكبها لا تقلّ عمّا ارتكبته إسرائيل في لبنان وسوريا وفلسطين». وقال: «هناك قاتل اسمه نظام بشار الأسد يرتكب يومياً عشرات عمليات القتل الموثقة بالصوت والصورة». احتواء التوتر وقد جاءت مواقف الرئيس الحريري خلال إعلان «تيار المستقبل» عن وثيقته السياسية تحت عنوان «تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي» التي قدمت مقاربة شاملة لكل الإشكاليات المطروحة في لبنان والعالم العربي، وعكست استعدادا للحوار، وحرصا على احتواء التوتر السني الشيعي وعدم الانزلاق الى صراع مذهبي. وأعلن عن ان «الوثيقة هي مساهمة في إغناء الحوار بين كل القوى المؤيدة لحق الشعوب العربية في الديموقراطية وتداول السلطة». ورأى ان «الربيع العربي، يتيح أمام اللبنانيين، فرصة ذهبية لتحديث تجربتهم الديموقراطية، وهم معنيون بالتقاط هذه الفرصة، وتجنب القراءات الخاطئة لمسار الربيع العربي، وخصوصاً التغيير الحتمي في سوريا». وأشار الى أن «على اللبنانيين إما أن يختاروا طريق الالتحاق بالأنظمة العمياء، فيعملون على تجميل الوجه الإجرامي القبيح لتلك الأنظمة، وإما أن يأخذوا بيد الشعوب الحرة، في مطالبتها بالحرية والعدالة». واذ أضاف الرئيس الحريري: «إن كان هناك بين اللبنانيين من يرى، مع الأسف، خلاف ذلك، فإن أقل ما يمكن أن يقال إنها قراءة غير أخلاقية، ولن يشرّف اللبنانيين أن يكون بين قياداتهم من يشارك في التغطية على ذبح الشعب السوري». مشدداً على ان «الربيع العربي أتى ليجسد رؤيتنا كقوى 14 آذار حول الديموقراطية والحرية وبناء الدولة، الدولة التعددية وتداول السلطة، لذلك يجب تكوين رؤية سياسية واضحة قبل التحرك والآليات وبناء على هذه الرؤية نستطيع من خلالها صياغة آليات تحرك وتعاط ميدانية على الأرض». رفض الاستقواء بالسلاح وتابع: «إننا بمثل ما نرفض فعل الاستقواء بالسلاح والأحلاف الخارجية، نرفض في المقابل كل شكل من أشكال الاستقواء بنبض الأكثرية، لفرض أي نوع من أنواع الأبوّة على الحياة الوطنية والسياسية». اعلان الوثيقة وتولى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة تلاوة وثيقة «تيار المستقبل»، في بيت الوسط بحضور شخصيات من 14 آذار، مؤكدا :»يدنا ممدودة وقلوبنا وعقولنا وضمائرنا منفتحة للنقاش». وأشار الى ان «الربيع العربي كانت بدايته في ساحة الحرية في بيروت، حيث بادر جمهور المستقبل مع معظم الشعب اللبناني الى اجتراح ربيع لبناني حمل شعارات العدالة والحرية»، معتبراً ان «الربيع العربي يشكل فرصة للبنان باتجاه الخروج من الرهانات والارتهانات». وفي ما يتعلق بالمسألة الاسلامية الاسلامية، شددت الوثيقة على ان «لبنان لا ينبغي أن يشهد صراعا سنيا شيعيا ويجب ان يبقى نموذجا للوحدة الاسلامية والوطنية، وعلى المؤثرين بالطائفتين ان يظلوا قادرين على منع تحول الاختلافات الى خلافات، ولا بدّ من حلقات تواصل دائمة بين الطرفين لتعميم الثقة بينهما وتفكيك الازمات المزمنة وتجنب خلط الدين بالسياسة». شركاء في المصير وفي المسألة الاسلامية المسيحية، أكدت الوثيقة انه «من الخطأ بمكان الرهان على أنظمة استبدادية عانى منها المسيحيون كما المسلمون الأمرين، ثم ان التحالفات التي تبنى على مفهوم الاقليات لا مستقبل لها والمسيحيون ليسوا اقليات بل شركاء في المصير بعيدا عن منطق الحماية الذي انتهجته بعض الانظمة». وشددت على أن «الحرية لا تتجزأ ومن يقول بحرية شعبه لا يستطيع ان يقول انه يدعم النظام السوري ضد شعبه، ولن تنجح العلاقات الثنائية وتقام علاقة ضمن حسن الجوار الا بنجاح الثورة السورية، فالمخاوف يجب ان تكون من بقاء نظام الاستبداد». وتابعت: «المطلوب مد اليد إلى سائر الفئات أفرادا وجماعات على أساس المواطنة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات، والمطلوب أيضا الخروج من أحاسيس وممارسات الخوف والغُبن والاستقواء. والتمسك بالطائف والدستور». واعتبرت ان «الربيع العربي ذهب بقدرة أي سلاح غير شرعي على تغيير التوازنات، وصارت الخيارات الأساسية في يد الناس». آراء ومواقف وفي ضوء الوثيقة السياسية صرح عدد من الشخصيات البرلمانية والسياسية اللبنانية الى «اليوم»، فقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح «ان اعلان الوثيقة جاء انسجاماً مع ما يحصل في الربيع العربي الذي اعتبر انه يشبه تحرك قوى 14 آذار من حيث الظروف التي مررنا بها أثناء أيام حكم الوصاية السورية والإرهاب والقتل والظلم»، مشدداً على ان «الربيع العربي أتى ليجسد رؤيتنا كقوى 14 آذار حول الديموقراطية والحرية وبناء الدولة، الدولة التعددية وتداول السلطة، لذلك يجب تكوين رؤية سياسية واضحة قبل التحرك والآليات وبناء على هذه الرؤية نستطيع من خلالها صياغة آليات تحرك وتعاط ميدانية على الأرض». واكد النائب أمين وهبي أن «وثيقة تيار «المستقبل» وقبلها كلمة الرئيس سعد الحريري في 14 شباط، والوثيقة المنتظرة لفريق «14 آذار» في 14 الحالي، تتمحور حول مبادئ وليس شروطا، وقوة منطقنا تكمن بأننا لا نرضى لخصمونا ما لا نرضاه لانفسنا، ونحن نرضى أن نكون متساوين أمام القانون». ولفت الى أن «وثيقة فريق «14 آذار» لن تأتي بأي أفكار من خارج الخط السياسي لهذا الفريق، والتي تتقاطع حول فكرة الدولة والدستور، وصندوق الاقتراع»، شدد على «أننا لن نحاول السعي للتشفي من الآخرين إذا سقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وسيسقط». ولفت الوزير السابق حسن منيمنة الى ان «وثيقة «تيار المستقبل» من الربيع العربي هي موقف مبدئي مع الشعوب الطامحة الى ضرب الاستبداد والعيش بكرامتها وحقها بممارسة حياة سياسية طبيعية بعيدا عن كل اشكال القمع والاستبداد والاستهانة بكرامات الناس».