رانغون، واشنطن - أ ف ب – اكملت ميانمار (بورما سابقاً) تحضيرات الانتخابات الفرعية المقررة في 45 دائرة موزعة في انحاء البلاد اليوم، والتي يتوقع ان تسمح بدخول المعارِضة اونغ سان سو تشي التي تتزعم حزب «الرابطة الوطنية للديموقراطية» البرلمان، في خطوة تاريخية ستحسم التقويم الايجابي لصدقية الحكومة في انجاز الاصلاح. وسبق التصويت في بعض المناطق احتفالات لأنصار سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام. وفي مينغالار تونغ نغونت، احدى الدوائر الست في العاصمة رانغون التي تشهد انتخابات، جابت شاحنات صغيرة أقلت اطفالاً ومسنين الشوارع وسط اصوات الموسيقى، لا سيما اغنية «أمنا عائدة». وعلى الأرصفة بدا الناس مسرورين للسماح اخيراً بتعبيرهم بحرية عن رأيهم السياسي، فيما اعتبر اي حديث علني عن سو تشي قبل سنة عملاً سياسياً متمرداً وخطراً. ورسم انصار المعارضة البورمية، الذين ارتدوا قمصاناً حمراً، اللون الذي يرمز الى الرابطة الوطنية للديموقراطية، شعار الحزب على وجوههم. وقالت بيو بيو ثين، المرشحة عن الرابطة الوطنية: «النتائج ستتوافق مع رغبة الشعب، والرابطة الوطنية للديموقراطية ستفوز». وكانت سو تشي أسفت اول من امس لكون الانتخابات «غير ديموقراطية حقاً»، مشيرة الى مخالفات عدة خلال الحملة الانتخابية، وقالت: «اننا مصممون على المضي قدماً لأن هذا ما يريده شعبنا». واضافت: «لم نقدم ابداً تسويات على صعيد المبادئ. حين ندخل البرلمان سنستطيع العمل لإرساء ديموقراطية فعلية». وكانت المعارضة البورمية فازت في انتخابات 1990 لكن المجلس العسكري الحاكم حينها لم يعترف بالنتائج. وكانت لا تزال قيد الاقامة الجبرية بعد عشرين سنة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، حين اجريت الانتخابات الاشتراعية التي قاطعتها «الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية»، ووصفها الغرب بأنها «مهزلة». وبعدها، حل المجلس العسكري الذي حكم البلاد لعقود نفسه في آذار (مارس) 2011، ونقل السلطات الى حكومة وصفها بأنها «مدنية»، لكن لا يزال يسيطر عليها عسكريون سابقون. ولن يؤدي فوز سو تشي شبه المحسوم، الى تغيير ميزان القوى، الذي يميل بالكامل لمصلحة حزب «التضامن وتنمية الاتحاد» الذي يضم اعضاء المجلس العسكري السابق، وكسب نحو 80 في المئة من المقاعد عام 2010. وقبل الاقتراع، دعت الولاياتالمتحدة الى اجراء انتخابات «حرة وعادلة « في بورما، مشددة على ان سير الاقتراع الذي سيشرف عليه مراقبون دوليون سيؤثر على العلاقات الثنائية في المستقبل.