قبل 23 يوماً من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 22 نيسان (أبريل)، كشفت استطلاعات للرأي تقدّم الرئيس نيكولا ساركوزي، مرشح حزب اليمين الحاكم (اتحاد الحركة الشعبية)، بأربعة نقاط على المرشح الإشتراكي فرانسوا هولاند، ما عكس إفادته من «الرد الحازم» لإدارته على قضية قتل المواطن الجزائري الأصل محمد مراح 4 يهود و3 جنود مسلمين في تولوز ومونتوبان هذا الشهر، في مقابل ردّ فعل هولاند الأقل حزماً ودينامية. وعزز «الرد الحازم» إعتقال اجهزة الأمن الفرنسية أمس، 19 إسلامياً مشتبهاً بهم في حملة مداهمات نفذتها في تولوز ونانت وليون وضاحية باريس. وأكد ساركوزي أن الحملة «ستستمر وستسمح بترحيل أشخاص لا مبرر لوجودهم في فرنسا». وتقدّم ساركوزي للمرة الأولى بنسبة 30 في المئة، في الدورة الاولى، من أصوات الناخبين على خصمه الإشتراكي هولاند الذي تراجعت نسبته الى 26 في المئة. لكن إستطلاعات الجولة الثانية المقررة في 6 أيار (مايو) لا تزال تمنح هولاند نسبة 53 في المئة من الأصوات، في مقابل 47 في المئة لخصمه. وكشف إستطلاع آخر اعتقاد 60 في المئة من الفرنسيين بأن هولاند لن يكون رئيساً. وإلى جانب إفادة ساركوزي من تداعيات جرائم تولوز ومونتوبان، فقد يعزز تقدمه نيل المرشح اليساري المتطرف جان لوك ملانشون الذي يمثل تطلعات مجتمع يساري شيوعي لا يرى نقاطاً جذابة في برنامج هولاند نسبة 12.5 في المئة من أصوات الجولة الأولى، ما يقلل نسبة تأييد اليساريين لهولاند الذي سيضطر إلى إعتماد خطاب أكثر يسارية يدفع بدوره جزءاً من الوسطيين المؤيدين لفرنسوا بايرو، رئيس حزب الاتحاد من أجل الديموقراطية «الموديم» الذي نال نسبة 12.5 في المئة في الإستطلاع، إلى التصويت لساركوزي في الجولة الثانية. وفيما منحت الإستطلاعات أيضاً مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن عن حزب الجبهة الوطنية نسبة 15 في المئة للجولة الأولى، يبدو أن الرهان على فوز هولاند في مواجهة ساركوزي بات غير مضمون بخلاف الأمر خلال الأسابيع الأخيرة، وأن حظوظ ساركوزي بالفوز لا تزال محتملة. وكان لافتاً عنوان غلاف مجلة «لو نوفيل أوبسرفاتور» اليسارية الفرنسية هذا الأسبوع: «النجدة ساركوزي يعود»، وحمل غلاف «لوبوان» صورة ساركوزي بعنوان «الرجل الذي لا يتخلى أبداً». لكن ذلك لم يمنع المرشح الاشتراكي من تأكيد أنه لن يغيّر شيئاً في حملته، وسيحتفظ بنهجه، في حين تتساءل أوساط اشتراكية من إحتمال تحقيقه مكاسب إضافية إذا كثّف هجومه على ساركوزي، الذي يسخر من قلة خبرة هولاند في ممارسة السلطة. ووافقت برناديت شيراك، زوجة الرئيس السابق المنتخبة في مجلس منطقة كوريز التي يتحدر هولاند منها، على أن المرشح الإشتراكي «شخص لبق، لكنه لم يشغل منصباً وزارياً وخبرته في الحكم قليلة، لذا ليس المرشح الأكثر جدارة ليكون رئيساً، بدل ساركوزي الذي تولى مناصب عدة». ودفعت شخصية ساركوزي عدداً كبيراً من ناخبي اليمين إلى الإبتعاد عنه، والتفكير في عدم التصويت له. لكن كثيرين بدلوا رأيهم بعد كلام هولاند الشديد اللهجة عن المسؤوليين الماليين، وإعلان نيته فرض ضرائب بنسبة 75 في المئة على عائدات الفرنسيين التي تفوق مليون يورو سنوياً.