تشهد المنطقة الحدودية السورية-التركية حركة غير مسبوقة وتوافداً للنازحين، الذين بلغ عددهم نحو 17 ألفاً، والفارين خصوصاً من مناطق إدلب وحماة وحلب باتجاه أنطاكية حيث أقامت الحكومة التركية مخيمات لاستقبالهم تتسع لنحو 35 ألفاً. وهناك حركة أخرى تشهدها أيضاً تلك المنطقة، من نقل داخلي للنازحين -أو «الضيوف» كما يطلق عليهم هنا- من مخيماتهم القريبة نسبياً من القرى المحيطة بمدينة اسطنبول باتجاه مخيم «كلس» الملاصق للحدود السورية ومخيم الصلاحية، ما يؤشر بحسب مصادر إلى تهيئة الظروف الميدانية والإنسانية لإقامة منطقة عازلة أو «آمنة» كما تم التعارف على تسميتها وبات الإعلان عنها مسألة أيام. ومن المفترض أن يخلى تماماً عدد من المخيمات مثل الريحانية وييلدار-2 قبل غد الأحد الذي يتوقع أن يكون موعد إعلان المنطقة الآمنة خلال مؤتمر «اصدقاء سورية» في إسطنبول. ويبدو أن العمل جار بوتيرة متسارعة لنقل المدنيين إلى أقرب نقطة حدودية استعداداً لاستقبال مزيد منهم في الأيام والأسابيع المقبلة، مع الإبقاء على مخيم العسكريين، علماً أن طائرات الجيش السوري حلقت منذ ايام فوق مخيم «كلس» وقصفت مناطق سورية من هناك، مثيرة ذعر النازحين واستياءهم وسط صمت كامل من السياسيين. وقال عضو «المجلس الوطني» المعارض سمير النشار ل «الحياة»، إن «من المرجح جداً إعلان المنطقة الآمنة خلال مؤتمر اسطنبول، وقد جرت المشاورات في هذا الشأن والتحضير له منذ مدة بين 11 دولة». وأضاف أن مؤتمر اسطنبول «سيكون مختلفاً جداً عن مؤتمر تونس لجهة القرارات التي ستصدر وسيشكل تطوراً مهماً جداً في الثورة السورية». وعن البلدان التي شاركت في صياغة شروط هذه المنطقة الآمنة والتحضير لها، قال النشار «هي 5 عربية و5 غربية وتركيا طبعاً صاحبة العلاقة المباشرة». واعتبر ان «أهمية القمة العربية تكمن في أن القضية السورية باتت مطروحة على مستوى رؤساء الدول وليس فقط وزراء الخارجية، وهي بهذا المعنى تشكل ضغطاً عربياً إضافياً على النظام السوري».