الإسكندرية - «الحياة» - نظَّم مختبر «السرديات» التابع لمكتبة الإسكندرية أخيراً مؤتمراً تحت عنوان «محمد حافظ رجب رائد التجديد في القصة العربية»، ووزّع كتاباً يحمل العنوان نفسه، ويتضمن شهادات ودراسات ناقشها المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً، كما وزّع جوائز على الفائزين في مسابقته للنقد الأدبي للعام 2011 والتي حملت اسم محمد حافظ رجب الذي يعد أحد أبرز كتاب القصة القصيرة في العالم العربي. وقال المشرف على مختبر «السرديات» في المكتبة منير عتيبة إن حرص المكتبة على تكريم حافظ رجب (1935) ينطلق من الحاجة إلى إعادة اكتشاف هذا المبدع نظراً الى ثراء عطائه وعمقه وتفرده، وهو من القلائل في تاريخ القصة القصيرة العربية الذين أضافوا تجديداً عميقاً ومهماً إلى هذا المجال. واشتهر رجب الذي يعد أحد أبرز أبناء جيل الستينات الأدبي في مصر بمقولته: «نحن جيل بلا أساتذة». ويرى عتيبة أن تلك العبارة هي «أعمق من مجرد صرخة إذا وضعت في إطار زمنها الثقافي والاجتماعي والسياسي. لكن الأعمق هو ما قدمه رجب إبداعًا، وهو ما ثمّنه معجم أكسفورد الأدبي الذي اعتبره صاحب التجربة الثرية التي ساهمت في تغيير شكل القصة العربية عبر إمدادها بتقنيات جديدة». وخلال المؤتمر تحدث رجب الذي أصدرت دار «العين» أعماله الكاملة أخيراً في مجلدين، عن نشأته والأعمال الهامشية التي مارسها منذ أن كان طفلاً، ومنها صبي مصوّر، وخادم في فندق، وبائع متجول. وحملت كلمته عنوان «حكاية حياة امتطاء نعال السباق الجامح»، وتضمنت قوله إنه واجه الكثير من الاعتراضات على كتابته طوال حياته، بداية من والده، بائع الصحف، الذي نظر إليها على أنها «شيء خيالي». وأضاف أن الوسط الثقافي في الستينات حاول عرقلة تقدمه لاختلاف أسلوبه في كتابة القصة عن المتعارف عليه في ذلك الوقت. وذكر أن القصص التي كان يكتبها هي في الأساس روايات، إلا أنها تحولت إلى قصص، حتى يتمكن من نشرها، ولكي يضمن أن يكون هناك تلاحق بين القصص. وفاز بمسابقة مختبر «السرديات» ثلاثة نقاد قدَّموا دراسات تتمحور على أعمال محمد حافظ رجب وهم أحمد عبد العظيم محمد، ومصطفى عطية جمعة، ومحمد عطية محمود. وتضمنت إحدى جلسات المؤتمر ثلاث شهادات لعز الدين نجيب «محمد حافظ رجب.. السابح عكس التيار»، وشوقي بدر يوسف «القصة ورأس الرجل»، وفتحي محفوظ «محمد حافظ رجب كما عرفته». ولاحظ الكاتب والفنان التشكيلي عز الدين نجيب في شهادته التي حملت عنوان «محمد حافظ رجب... السابح عكس التيار»، أنه شخص عصامي علّم نفسه بعيدًا من المدارس والجامعات، واكتشف عالم الأدب والأدباء من فوق الرصيف، هو القادم من قاع الطبقة الكادحة، ليتحول من بائع جرائد إلى كاتب قصة، ولينتقل من الإسكندرية إلى القاهرة، بعد أن بات ظاهرة تكتب عنها الصحف.