تحتفي مكتبة الإسكندرية بأحد رواد التجديد في القصة العربية القصيرة محمد حافظ رجب، وذلك من خلال أول مؤتمر لمختبر السرديات بالمكتبة الثلاثاء المقبل 27 مارس الجاري والذي يحمل عنوان "محمد حافظ رجب رائد التجديد في القصة العربية". المشرف على المختبر منير عتيبة، برر اختيار اسم محمد حافظ رجب رائد التجديد في القصة القصيرة العربية بأنه حالة نادرة من حالات الإبداع العلمي، وهو من القلائل في تاريخ القصة القصيرة العربية الذي أضاف تجديدا عميقا ومهما لنوعية الإبداع في هذا المجال، كما أنه رمز مهم جدا من رموز الإبداع السكندري، مشيرا إلى أن رجب ليس مقروءا بالشكل المفترض أن يُقرأ به، وبالذات من الأجيال الجديدة، ومن هنا أتت فكرة أن يكون موضوع المسابقة النقدية للمختبر حول أعماله، على ألا يقتصر توزيع جوائز المسابقة على الفائزين على الصبغة الاحتفالية المعتادة، بل أن يعقد مؤتمر يعاد فيه اكتشاف هذا المبدع الذي سيظل في حاجة دائمة لإعادة اكتشاف نظرا لثراء وعمق وتفرد عطائه الإبداعي. وأضاف عتيبة أن رجب اشتهر بعبارة (نحن جيل بلا أساتذة)، مشيرا إلى أن تلك العبارة أعمق من مجرد صرخة إذا وضعت في إطار زمنها الثقافي والاجتماعي والسياسي، لكن الأعمق هو ما قدمه إبداعا، وهو ما ثمنه معجم أكسفورد الأدبي قائلا عنه إنه صاحب (التجربة الثرية التي أسهمت في تغيير شكل القصة العربية عبر إمدادها بتقنيات جديدة). وأكد عتيبة أن التكريم الحقيقي لرجب هو في قراءة أعماله من جديد، وقراءة تجربته الإبداعية من حيث هي جرأة وشجاعة نادرة. وأضاف أن المسابقة والمؤتمر والكتاب الذي يصدر مع المؤتمر، هو تقدير عميق لإبداعه من مكتبة الإسكندرية، ومحبة عميقة لشخصه من كل الأدباء والباحثين؛ وهي كلها هدايا رمزية صغيرة تقدم لرجل استحق ويستحق الكثير جدا. ويتضمن المؤتمر ثلاث جلسات، تبدأ من الساعة الثانية عشرة وحتى الثامنة مساء. ويتم خلال الجلسة الأولى تقديم ثلاث دراسات حول أعمال رجب؛ وهي: "هوية الاغتراب.. تشظي الذات في المكان.. قراءة في قصصه" للدكتور أحمد عبدالعظيم محمد، و"اختراق الوعي.. قراءة في الخطاب السردي لرجب" للدكتور مصطفى عطية جمعة، و"انتحار الحواس، وتحولات الواقع.. قراءة في مجموعة "طارق ليل الظلمات" للناقد محمد عطية محمود. ويدير الجلسة الدكتور السعيد الورقي. أما الجلسة الثانية فتضم ثلاث شهادات لكل من عز الدين نجيب "رجب.. السابح عكس التيار"، وشوقي بدر يوسف "القصة ورأس الرجل"، وفتحي محفوظ "محمد حافظ". أما الجلسة الثالثة والتي يديرها منير عتيبة فيقدم خلالها الكاتب محمد رجب شهادته المعنونة "حكاية حياة امتطاء نعال السباق الجامح"، ويتم خلالها توزيع جوائز مسابقة مختبر السرديات لعام 2011 في النقد الأدبي (محمد حافظ رجب رائد التجديد في القصة العربية). وتنظم الدكتورة فاطمة البودي على هامش المؤتمر معرضا للأعمال الكاملة لرجب التي أصدرتها دار العين، إضافة إلى كتاب يحوي الدراسات والشهادات وحوار أجري مع رجب، وتعلن نتيجة مسابقة المختبر لعام 2012 والتي تحمل اسم الأديب الراحل "أحمد حميدة" على هامش المؤتمر.