لم يجد أهالي محافظة جدة ملاذاً لفك أزمة المياه غير «الأشياب» بعد أن عانوا من ضعف ضخ «شبكة المياه» لمنازلهم أخيراً، إذ ازدحم مئات المواطنين خلال الأسبوع الماضي في «عين العزيزية» للحصول على صهاريج مياه، خصوصاً أن المحافظة تشهد توافداً للكثير من الزوار والسياح خلال هذه الفترة. سعيد الصيعري قدم من الرياض مع أسرته في إجازة الأسبوع إلى جدة لينعم بدفء عروس البحر، هارباً من ضغوطات الدراسة الجامعية وأجواء الرياض المتقلبة بين البرد والغبار، إذ فوجىء عند إقامته في إحدى الشقق المفروشة من تحذيرات موظفي الاستقبال بالاقتصاد في استخدام الماء إلى درجة أن يكون شحيحاً في استخدامه . وقال : «جدة مدينة جميلة ولكن آفة انقطاع الماء لم تتركها وشأنها، إذ إن زائر هذه المدينة الجميلة يشعر بضعف تدفق الماء إلى الشقق المفروشة رغم استنفارها بتوافر صهاريج الماء لتسد حاجة النازلين بها». وزاد: « كنت أسمع وأقرأ دوماً في الصحافة ووسائل الإعلام المحلية أن جدة تعاني مشكلة في المياه رغم أنها مدينة تجاور البحر وبحرها عامل جذب للسياحة الداخلية لكن سرعان ما تتلاشى ميزة الجذب بانقطاع الماء الصالح للاستهلاك البشري، إذ كنت أخطط أن أبقى في جدة أسبوعاً كاملاً ولكن شح المياه المزعج في المدينة دفعني وأسرتي للرجوع إلى الرياض منذ يوم الإثنين الماضي». في حين أوضح ريان فراج (من سكان حي النزهة) أن الماء يأتيهم على استحياء، مضيفاً أنه بالرغم من عودة المياه بعد الانقطاع الذي يعاني منه الحي منذ الأسبوعين الماضيين ، فوجئ الأهالي بوصول المياه ولكن بكميات بسيطة، إذ اضطر الكثيرون إلى الذهاب للأشياب بين فترة وأخرى لجلب صهاريج المياه للمنازل، خصوصاً أن المياه تضخ للحي من طريق الشبكة مرة في الأسبوع ، إلا أن هذا الضخ ضعيف ولا يتماشى وحجم السكان والطلب. ويستغرب ريان أن العطل الذي تسبب في انقطاع المياه انتهى بحسب ما أفاد به مسؤولو المياه في أشياب المحافظة، إلا أن الانقطاع لا يزال مستمراً، لافتاً إلى أن مثل هذه الأزمات تعد عادة في هذه المحافظة منذ سنوات طويلة من دون حلول جذرية لها بالرغم من كثرة وعود المسؤولين بمعالجتها، ولكن دون جدوى. وقال : «ليس من المعقول أن لا تتحرك الجهات المختصة للعمل على تفادي أي انقطاع خلال الإجازات، خصوصاًَ وأنهم على علم بأن هناك طلباً شديداً على الماء في مثل هذه الأوقات، وكان من الأولى تأمين احتياط كافٍ لتفادي أي إرباك ينتج عنه ازدحام في الأشياب وانزعاج الأهالي والسياح وزوار المدينة».