بدأت أزمة المياه بمحافظة الطائف تظهر من جديد في موعدها السنوي لموسم الصيف خلال الأسبوعين الماضيين، حيث اشتدت حالات التدافع في صالات الأشياب بعد انقطاع مياه الشبكة عن العديد من المنازل في الأحياء السكنية بالمحافظة الأمر الذي دفع بالسكان والأهالي للتهافت على صهاريج الماء وكذلك تعبئة الجراكل والحاويات الصغيرة نتيجة الضغط أمام شبابيك الطلبات ليبددوا بها عطشهم واستخداماتهم الضرورية اليومية بالماء. وعبر السكان عن خوفهم من تفاقم الأزمة كما حصل في الأعوام السابقة التي ضربت بالفعل موسم الصيف السياحي وهدّدت بخسائر فادحة تلقّاها التجار وأصحاب الشقق المفروشة في مدينة الطائف بفعل انقطاعات المياه عن وحداتهم السكنية ما عزا بالزوار والمصطافين للهرب خارج المدينة. وتساءل المواطنون عن وعود وزير المياه والكهرباء التي أطلقها في الصيف الماضي بأن أزمة الطائف ستنتهي بعد خمسة أشهر عندما قال أزمة مياه الطائف ليست في كمية المياه وإنما تكمن في النقل مشيرا إلى أن هناك كميات كافية في الشعيبة وستحل في نهاية العام الماضي. من ثلاثة أسابيع وأكد سالم وصل العتيبي وفواز الجعيد من سكان الوشحاء أن مياه الشبكة “انقطعت لأكثر من ثلاثة أسابيع عن الدفع في الخزانات لكامل الحي ما جعلنا نتسابق لشراء صهاريج الماء التي كسرت ظهورنا في الصيف وأصبحت في هذا التوقيت مألوفا لدى الطائفيين فعادة ما ندخر مالا وفيرا لفترة الصيف؛ نظرا إلى ما تشاهده المدينة من جفاف في تمديدات الشبكة وتلاعب في الأسعار بصالات الأشياب”، وأضافوا: “إننا انتظرنا وعود الوزير التي سررنا بها العام الماضي وأعطتنا دفعة معنوية بأن أزمة المياه ستحل ولكن الحاصل اليوم وما نشاهده يؤكد أن أزمة مياه الطائف لم يطرأ عليها أي تحسن في ظل بوادرها لهذا الصيف”. ساعات من أجل “وايت” وأشار عابد الحمياني وماهر الروقي من حي العقيق أنهم يقفون لعدة ساعات الآن أمام صالات الأشياب لحين الفوز بوايت ماء حتى يعودوا به إلى منازلهم مرجعين السبب إلى قلة كمية المياه التي تصل المحافظة وانقطاع مياه الشبكة عن العديد من الأحياء التي تصل إليها عبر التمديدات الأرضية الأمر الذي جعلهم يتدافعون في صالات الأشياب، وأضافوا قولهم إن هذه الفترة بالتحديد تعد لملاك الماء في المحافظة وتجار البيع فترة مربحة بكل المقاييس ودائما ما يستبشرون بها لتحريك سوقهم الراكدة لما تشاهده من ارتفاع في الأسعار وانفلات رقابي على سماسرة البيع وسوق سوداء لبيع الكوبانات “التي عانينا منها على مدى أعوام سابقة ومازلنا نعاني منها”. لم يبدأ الصيف! وقال عبدالعزيز النفيعي من حي الواسط: “بدأ الزحام يشتد في صالات الأشياب يوما بعد يوم ونطالب الجهات المسؤولة بفرض عقوبات صارمة ووقتية على المتلاعبين بأزمة المياه في الطائف خصوصا أنهم دائما يفتعلونها في الصيف وعذرهم أن المدينة يفد إليها آلاف الزوار والمصطافين، وما يؤكد كذبهم أنه حتى الآن لم تبدأ إجازة الصيف فمن أين أتت الأزمة؟”.