حذرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى اليمن الذي قالت إن مستوى الخطر الأمني مرتفع للغاية فيه، وطلبت في بيان نشرته على موقعها الالكتروني من الأميركيين الموجودين في هذا البلد مغادرته حفاظاً على حياتهم. وجاء التحذير الأميركي بعد عشرة أيام على حادث مقتل المدرس الأميركي جويل شارم على يد مسلحين ينتمون الى تنظيم «القاعدة» في مدينة تعز (260 كيلومتر جنوب صنعاء)، وبعد يومين من حادث خطف نائب القنصل السعودي في مدينة عدن (جنوب) عبد الله الخالدي من قبل مسلحين يعتقد أن لهم علاقة بالتنظيم نفسه. كما جاء التحذير في أعقاب الزيارة التي قام بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والتي كرست لبحث برنامج التعاون بين صنعاء وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. وقالت الخارجية الأميركية إنه «على الرغم من أن العنف السياسي هدأ في صنعاء في الأشهر القليلة الماضية، إلا أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في أنحاء متفرقة من البلاد، ومن المحتمل أن تتصاعد أعمال العنف في أي لحظة، وبدون سابق إنذار، إضافة إلى أن المنظمات الإرهابية ما زالت تنشط في اليمن»، مشيرة إلى أن «القاعدة أعلن مسؤوليته عن مقتل المعلم الأميركي، وإن الحكومة الأميركية قلقة للغاية من احتمال شن هجمات ضد مواطنين أميركيين ومنشآت ومصالح أميركية وغربية في اليمن». إلى ذلك قالت مصادر في عدن إن القنصل السعودي الجديد محمد فلاح الدرعان بدأ عمله امس بمتابعة ملف خطف نائبه الذي لم يعرف مصيره بعد، بمشاركة فريق أمني سعودي من ستة اشخاص وصل إلى اليمن مساء الاربعاء للمشاركة في التحقيقات. وكانت مصادر محلية في عدن قالت ان التحقيقات الأولية تشير إلى أن الخطف تم بدوافع شخصية، غير أن السفير السعودي في صنعاء علي الحمدان إتهم جماعة إرهابية مسلحة بالتورط في خطف الخالدي، في حين قالت وزارة الداخلية اليمنية إن الأجهزة الأمنية تقوم بعملية بحث واسعة عنه. وفي نيويورك، دعا مجلس الأمن الأطراف السياسيين في اليمن الى مواصلة التزام العملية السياسية الانتقالية والعمل على عقد مؤتمر للحوار الوطني وإصلاح القوات المسلحة والأمنية. وتبنى مجلس الأمن بياناً رئاسياً أمس بالإجماع أعرب فيه عن القلق جراء «انحسار مستوى التعاون بين الأطراف السياسيين في اليمن والمخاطر التي يسببها ذلك على العملية الانتقالية في البلاد». ورحب بنجاح اليمن في إجراء الانتخابات الرئاسية داعيا الى ضرورة مواصلة «العملية الانتقال السلمية التي يقودها اليمنيون نحو نظام سياسي ديموقراطي وعادل». ودعا المجلس كل الأطراف في اليمن الى الحفاظ على التزامهم انتظام عمل المؤسسات ورفض العنف. وشدد على أن «المرحلة المقبلة من العملية الانتقالية يجب أن تركز على عقد مؤتمر الحوار الوطني وإعادة تشكيل القوات الأمنية ومواجهة انتشار الأسلحة خارج سيطرة الدولة وإصلاح الدستور والنظم الانتخابية». وجدد المجلس ادانة الاعتداءات الإرهابية بما فيها المرتكبة من تنظيم «القاعدة» في اليمن مؤكداً دعم الحكومة اليمنية في محاربتها الإرهاب. ودعا المجتمع الدولي الى «مواصلة دعم اليمن» من خلال مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر في 23 ايار (مايو) المقبل في الرياض. ورحب بعزم الأمين العام للأمم المتحدة على إرسال فريق خبراء «لمراقبة تطبيق المرحلة الانتقالية وتقديم النصح الى الحكومة اليمنية في مجالات المصالحة الوطنية وإصلاح المؤسسات ومراجعة الدستور والعدالة الانتقالية والإعداد للانتخابات» العامة المقررة العام 2014.