كركوك، اربيل - «الحياة»، أ ف ب - احاط الغموض نتائج زيارة وفد عسكري أميركي رفيع المستوى لكركوك، يتقدمه رئيس هيئة الإركان المشتركة الأميرال مايكل مولن، لكن مصادر مختلفة نقلت عنه قوله إن واشنطن لا تملك حلولاً جاهزة لمشكلة المدينة. وقد استمع الوفد الى طروحات الأطراف المختلفة حول الانتخابات المقبلة وقضية المادة 140 من الدستور من دون ان يقترح شيئاً محدداً لتسوية الخلافات. ونقل مسؤولون يمثلون العرب والتركمان والأكراد والمسيحيين في كركوك عن مولن قوله خلال اجتماع مغلق معهم ان «حل الخلافات يقع على عاتق اهل كركوك وهو في يد العراقيين انفسهم»، معرباً عن استعداد واشنطن لتقديم كل انواع الدعم لتعزيز الأوضاع الأمنية. وقال عضو المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك تورهان المفتي:« قدمنا عرضاً واضحاً للمتغيرات الديموغرافية والسياسية في المدينة منذ عام 2003». وكان عرب وتركمان كركوك اعلنوا انهم يرفضون اجراء الانتخابات المؤجلة في المدينة وفق قانون انتخابات المحافظات السابق وأنهم اقترحوا امام المسؤول الأميركي تقسيم المدينة الى اربع دوائر انتخابية في نطاق تقاسم السلطات على اساس النسب السكانية للمكونات بواقع 32 في المئة لكل من العرب والتركمان والأكراد و4 في المئة للمسيحيين. ونقل المشاركون في الاجتماع عن مولن قوله ان «مسألة كركوك مهمة بالنسبة إلى العراق والقوات المتعددة الجنسية والولاياتالمتحدة وعلى الجميع بذل الجهود للوصول الى نتائج مرضية ومشتركة». وقال العضو العربي في مجلس المحافظة الشيخ عبد الله سامي العاصي: «اقترحنا ان يكون هناك توازن في تركيبة القوات الأمنية والعمل على زيادة اعداد الشرطة والجيش في شكل متوازن». وضم الوفد الأميركي، إلى مولن، الجنرال جاكوبي، مساعد قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق وعدداً آخر من كبار الضباط. من جهتهم، طالب الأكراد خلال الاجتماع بتطبيق المادة 140 من الدستور لتسوية الخلافات. وقال احمد العسكري: «اكدنا ضرورة تطبيق بنود الدستور العراقي، وطالبنا بمساهمة الولاياتالمتحدة في حل الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ومشاكل المناطق المتنازع عليها ومنها محافظة كركوك». وأضاف أن« الوفد الزائر اكد ان مسألة كركوك داخلية ويجب ان تحل من طريق مكونات المدينة». من جهة أخرى،جدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مطالبته بضم كركوك المتعدة القوميات الى الاقليم الكردي، مشيراً الى وثائق «تاريخية وجغرافية تؤكد ذلك» على رغم معارضة العرب والتركمان. وقال بارزاني امام اكاديميين في مقر وزارة التعليم العالي للاقليم في اربيل (350 كلم شمال بغداد) ان «هوية كركوك كردستانية مثل اربيل والسليمانية ودهوك، وهي جزء من كردستان. وكل الوثائق التاريخية والجغرافية تؤكد ذلك». ويطالب الأكراد بالحاق كركوك الغنية بالنفط بإقليم كردستان في حين يعارض العرب والتركمان ذلك. واضاف بارزاني ان «الذين يفكرون بأن مسألة كركوك وتطبيق المادة 140 الدستورية ستعالج بالزمن، او ان عبر تأخير تنفيذها سينساها الاكراد، نقول لهم: بعد آلاف السنين لن ننسى تنفيذ تطبيق هذه المادة الدستورية لأنها الحل الوحيد». وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على «تطبيع الاوضاع وإجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراضٍ اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول (ديسمبر) 2007». لكن الأممالمتحدة استطاعت بصعوبة شاقة اقناع الأكراد بتأجيل تطبيق هذه المادة. ويطالب العرب والتركمان بتقسيم كركوك اربع مناطق انتخابية بواقع 32 في المئة لكل من العرب والتركمان والأكراد و4 في المئة للمسيحيين، الأمر الذي يعارضه الاكراد. لكن بارزاني تساءل في هذا الصدد «اذا كان التوزيع على هذا الشكل فلماذا ستُجرى الانتخابات؟. وكانت بعثة الأممالمتحدة في العراق أوصت في تقرير قدمته في 22 نيسان (ابريل) الماضي بالحفاظ على وحدة كركوك عبر خيارات اربعة لم تحددها بالتفصيل.