موسكو - أ ف ب - لإلقاء الضوء على فوائد العلاج بالفنون بالنسبة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، تقدم موسكو معرضاً نادراً لرسامة شابة تعاني تثلث الصبغية 21 أو ما يعرف بمتلازمة داون. فتعرض أكثر من 80 لوحة للرسامة الأذربيجانية مريم الأكبرلي (21 سنة)، في معرض الفنون الحديثة في موسكو حتى الثامن من الشهر المقبل. وتقول أمينة المعرض أولغا سفيبلوفا: «نحاول عدم رؤية هؤلاء الأشخاص وعدم ملاحظتهم، لكنهم بحاجة إلى إيصال أصواتهم. وليس هناك من وسيلة أفضل من العلاج بالفنون لمساعدتهم». وتوضح فاطمة الأكبرلي والدة مريم: «بحثنا عن وسيلة تمكنها من التعبير عن آرائها كي تجد مكانها في الحياة وتخرج من عزلتها». ومريم التي تتميز بقامتها القصيرة التي تتجاوز المتر الواحد بقليل بسبب مرضها والتي تتكلم ببطء، تنسى إعاقتها عندما تحمل بيدها ريشة وتمضي ساعات وهي تبتدع رسومها. وتقول مدرّسة الرسم إينا كوستينا إن لوحات مريم التي تتضمن ورداً أحمر وببغاء وطيور بطريق تحت ضوء القمر، تبعث «حيوية مذهلة تشبه تلك الخاصة بمعلمي الفن الطليعي الروسي». وكانت مريم قد لفتت انتباه ناقدي فنون أجانب بعد عرض لوحات لها في باكو. وفي عام 2011، دخلت الشابة إلى الكلية الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس، «فراحت ترتادها كأية طالبة أخرى»، وفق ما يشير ذووها. وتشدد أولغا سفيبلوفا على أن «متلازمة داون ليست عيباً. آمل بأن يتمكن هذا المعرض من مساعدة الناس على فهم ذلك». وتثلث الصبغية 21 الذي تحدث عنه للمرة الأولى الطبيب البريطاني لاندون داون في عام 1866، هو عبارة عن إعاقة جينية بحيث يحمل المصابون بها صبغية 21 إضافية، فيكون لديهم ثلاث بدلاً من اثنتين ويعانون تراجعاً ذهنياً يختلف بحسب الأشخاص ويمكن خفض حدته في شكل كبير بواسطة التعليم والتدريب.