يقدَّر حجم اقتصاد الإنترنت في السعودية بنحو 37 بليون ريال (نحو 10 بلايين دولار)، وفق أرقام عام 2010، ما يمثّل 2.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وتوقع تقرير متخصص أن يرتفع هذا الرقم إلى 107 بلايين ريال (28.5 بليون دولار) بحلول عام 2016، ليستحوذ على 3.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. ويعتبَر التقرير الذي أصدرته «ذا بوسطن كونسلتينغ غروب»، أول دراسة حول التأثير العالمي والمحلي للإنترنت في اقتصادات دول مجموعة العشرين، ويقدّر أن المملكة تحتل المركز ال 13 من ضمن هذه الدول، ويتوقّع أن يبلغ حجم اقتصاد الإنترنت الإجمالي في دول مجموعة العشرين 15.75 تريليون ريال بحلول عام 2016، أي ما يعادل 5.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مقارنة ب 8.6 تريليون ريال أو 4.1 في المئة عام 2010. مؤشرات ايجابية وأشارت الدراسة إلى أن معدل نمو اقتصاد الإنترنت في المملكة يقدَّر بنحو 19.5 في المئة ويعكس مؤشرات إيجابية عند مقارنته بالدول المتطورة الأخرى في مجموعة الدول العشرين، حيث يسجل نمواً ب 17.8 في المئة. وأوضح الشريك والعضو المنتدب في «ذا بوسطن كونسلتينغ غروب» في منطقة الشرق الأوسط جورج هيلدبراندت، ان الانترنت يشكّل إحدى أكثر فرص النمو ذات الإمكانات غير المحدودة في العالم، وأن اقتصاد الإنترنت القوي هو الركيزة الأساسية لمستقبل السعودية، خصوصاً أنه ينطوي على العديد من المنافع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن الحصة الإجمالية لمعاملات الشراء والتسوق التي أجريت عبر الإنترنت في المملكة عام 2010 بلغت 11.2 بليون ريال، ويرجَّح أن تصل إلى 56.2 بليون ريال بحلول عام 2016. وأشار هيلدبراندت إلى أن هذه الزيادة ستتيح ارتقاء المملكة إلى المركز الخامس من ضمن دول مجموعة العشرين لتأتي بعد بريطانيا وألمانيا واستراليا وكوريا الجنوبية. وأكدت الدراسة أن المستهلك هو الرابح الأكبر من اقتصاد الإنترنت، إذ أظهرت كيف أصبح الإنترنت ضرورة ملحة في الحياة اليومية، نظراً إلى ما يقدمه من منافع ذات صلة وثيقة بالمستهلك. نمو الشركات وسلطت الدراسة الضوء على دور الإنترنت في دفع عجلة نمو الشركات في جميع أسواق دول المجموعة العشرين، مشيرة إلى أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في أنحاء العالم كله يعتمد على الإنترنت، خصوصاً في مجال المبيعات والتسويق والتواصل مع الزبائن والموردين، وحققت نمواً في العائدات أسرع بمعدل 22 نقطة في المئة على مدى السنوات الثلاث الماضية مقارنة بنظيراتها ذات الاستخدام المنخفض أو المعدوم للإنترنت. وأوضح هيلدبراندت أن الشركات الصغيرة والمتوسطة المنتشرة في العالم التي تعتمد استخدام الإنترنت تنمو في شكل أسرع، وتوجد فرص عمل أكثر من نظيراتها التي لا تقوم بذلك، ومن خلال تشجيع الشركات على الاستفادة من إمكانات الإنترنت، سيكون بوسع الدول تحسين قدراتها التنافسية وفرص النمو لديها.