شيّع آلاف السودانيين أمس زعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد إلى مثواه الأخير في الخرطوم في موكب تحول الى تظاهرة سياسية شارك فيها زعيم «حزب الأمة» الصادق المهدي والأمين العام ل «حزب المؤتمر الشعبي» حسن الترابي والرئيس السابق عبدالرحمن سوار الذهب وسط إجراءات أمنية مشددة. وانطلق موكب التشييع من منزل الراحل إلى مقر حزبه في وسط الخرطوم، ومن هناك اتجه المشيعون سيراً إلى مقابر فاروق حيث ووري الجثمان الثرى هناك. وطاف المشيعون بالنعش حول المقابر قبل الصلاة عليه ودفنه. وردد مشاركون هتافات مناهضة للحكومة وأخرى حزبية، بينها اهازيج الحزب الشيوعي المعروفة: «حرية سلام وعدالة... الثورة خيار الشعب»، و «عاش نضال الشعب السوداني البطل»، قبل أن تواكب مراحل دفن الراحل الكبير بالتهليل والتكبير، لتعود وهي مغادرة المقابر وهي تردد: «الشعب يريد اسقاط النظام». وقال منظمون من الحزب إن «الجماهير لم تلتزم قرار الحزب بأن يكون الموكب صامتاً». وقال الصادق المهدي مخاطباً المشيعين: «كان الفقيد مرناً ومتسامحاً مع نفسه والآخرين، وأهل السودان جاؤوا في هذا المشهد الحاشد ليبادلوه المشاعر نفسها». وأضاف: «كان زاهداً في الدنيا ومتواضعاً لأبعد الحدود، ضحى بحياته الشخصية في سبيل المبادئ التي يؤمن بها وعلى رأسها مناصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض». وقال الترابي إن نقد «كان محباً للخير وكانت له كاريزما عالية داخل الحزب العقائدي وقاد الحزب في ظروف بالغة التعقيد، وكان متمسكاً بمبادئه السياسية». وشارك في الجنازة وزير شؤون الرئاسة بكري حسن صالح، لكنه رفض الحديث للصحافيين. وقال ل «الحياة» قبل مغادرة المقابر إنه حضر «نيلاً للأجر وتأدية للواجب». وكان نقد توفي في لندن الخميس الماضي عن 82 عاماً بعد صراع مع المرض. وهو تولى زعامة الحزب الشيوعي منذ العام 1971، وعاش 30 عاماً من حياته مجبراً على العمل تحت الأرض، منها 19 عاماً في عهدي الرئيسين السابقين ابراهيم عبود وجعفر النميري و11 عاماً في عهد الرئيس الحالي عمر البشير.