أبدت محافل سياسية إسرائيلية قلقها مما وصفته «الهجمة الأممية» على الدولة العبرية، وأشارت إلى أن الأممالمتحدة بصدد نشر تقرير جديد يتعلق بالممارسات الإسرائيلية القمعية بحق أطفال فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت مصادر صحافية ان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ردهيكا كومارسوامي، انتهى من وضع تقرير مفصل حول مصير الأطفال في المناطق التي تشهد نزاعاً مسلحاً ويتضمن فصلاً خاصاً عن إسرائيل. وأضافت أن التقرير يتضمن انتقادات شديدة لإسرائيل ويتهم قوات الأمن الإسرائيلية بمحاولة تجنيد أطفال فلسطينيين ليكونوا «متعاونين» معها (لغرض الوشاية). كما يحذر من تصعيد عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد الأطفال الفلسطينيين. ويتضمن التقرير إفادات ل 116 طفلاً فلسطينياً عانوا سوء المعاملة والضرب والعزل في السجن من سلطات الاحتلال أثناء اعتقالهم. وأشارت التقارير الصحافية إلى أن المساعي التي بذلتها الخارجية الإسرائيلية لتخفيف لهجة التقرير نجحت بعض الشيء في أن يكون التقرير ذا لهجة أخفّ حدةً قياساً بتقارير سابقة. كما أثمرت إقناع معدّيه بالتعرض إلى مقتل أطفال إسرائيليين في عمليات إرهابية. وواصل مسؤولون إسرائيليون تهديداتهم للسلطة الفلسطينية بالاقتصاص منها على توجهها الى مجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة لاستصدار قرار بتشكيل لجنة دولية مستقلة لإجراء تحقيق في «تداعيات بناء المستوطنات على حقوق الفلسطينيين المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الأراضي المحتلة، بما فيها القدسالشرقية». ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تأييد ثلاثة أعضاء من «هيئة الوزراء الثمانية»، هم وزراء الخارجية أفيغدور ليبرمان والمال يوفال شتاينتس والشؤون الاستراتيجية موشي يعالون، تجميد نقل العائدات الضريبية الشهرية التي تجبيها إسرائيل للسلطة الفلسطينية، تماماً كما فعلت قبل أشهر رداً على قرار منظمة «يونيسكو» الاعتراف بفلسطين عضواً كاملاً فيها. وكان مفروضاً ان تتناول الهيئة المذكورة هذه المسألة في اجتماعها مساء أمس. وكرر موظفون كبار في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية أن إسرائيل لن تتعاون مع اللجنة الدولية، على غرار ما فعلت مع القاضي غولدستون، الذي حقق قبل ثلاث سنوات في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأعلن مكتب نتانياهو أن إسرائيل لن تسمح بدخول أعضاء اللجنة الدولية. مع ذلك، استبعد مصدر في وزارة الخارجية أن تستجيب الولاياتالمتحدة ودول اوروبية بارزة أخرى مع فكرة ليبرمان الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان. قلق من توجه متظاهرين إلى الحدود مع لبنان وبحثت هيئة وزراء الثمانية في اجتماعها أمس، استعدادات المؤسسة الأمنية ل «مسيرة المليون» التي تشهدها الدول العربية المجاورة الجمعة المقبل في الذكرى السنوية ل «يوم ألأرض» ومواجهة احتمال محاولة متظاهرين عرب التسلل إلى الدولة العبرية. وكانت الصحف العبرية أشارت أخيراً إلى أن حال ترقب واستنفار جدييْن تسود أوساط أجهزة الاستخبارات، التي تأخذ على محمل الجد إمكان محاولة مشاركين في المسيرة التسلل إلى تخوم إسرائيل، كما حصل قبل أقل من عام على الحدود مع كل من سورية ولبنان في ذكرى «النكبة» و «النكسة»، ونجاح مئات المتظاهرين على الحدود السورية في دخول الجولان المحتل وقتل عدد منهم ومن متظاهرين على الحدود اللبنانية برصاص الجيش الإسرائيلي. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن إسرائيل نقلت إلى الحكومة اللبنانية، عبر الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة، طلباً بالعمل على منع توجه متظاهرين في لبنان الى الحدود مع إسرائيل. وجاء في الطلب ان إسرائيل تتوقع أن يقوم الجيش اللبناني بعدم السماح لمتظاهرين بالتوجه إلى الحدود معها، وأن «إسرائيل لن تسمح بانتهاك سيادتها وستلجأ إلى القوة لمنع أي تسلل». وتابعت الصحيفة أنه إزاء توقعات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الحدود مع سورية لن تشهد توجه متظاهرين من سورية باتجاه الجولان المحتل، مثلما حصل قبل اقل من عام «بسبب الوضع الأمني الداخلي في سورية»، وحيال التقديرات بأن قوات الأمن الأردنية والمصرية لن تسمح لمتظاهرين بالتوجه من أراضيهما إلى الحدود مع إسرائيل، فإن «المنطقة الحساسة» هي الحدود مع لبنان «وعليه تم التوجه إلى الحكومة اللبنانية بالعمل على تفادي تسخين الحدود».