تفجر غضب مسؤولي الأهلي والمصري احتجاجاً على عقوبات الاتحاد المصري لكرة القدم على الناديين على خلفية «مذبحة إستاد بورسعيد» التي خلفت 74 قتيلاً من جماهير النادي «الأحمر» إذ قرر مجلس إدارة الأهلي عقد اجتماع طارئ غداً (الاثنين) لمناقشة العقوبات وسط حالة احتقان بالقلعة «الحمراء» ومطالب بتصعيد الأزمة إلى الاتحاد الدولي «فيفا» فيما اشتعلت ثورة غضب في بورسعيد تطورت إلى اشتباكات مع الأمن ومحاولات لاقتحام قناة السويس أسفرت عن مقتل صبي. وكان الاتحاد المصري قرر تجميد النادي المصري موسمين مع حظر اللعب على إستاد بورسعيد لمدة 3 سنوات، كما عوقبت جماهير الأهلي بالحرمان من حضور 4 مباريات وإيقاف المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه وقائد الأهلي حسام غالي 4 مباريات لسوء السلوك. وقال المتحدث الرسمي باسم الأهلي جمال جبر إن الاتحاد المصري (الجبلاية) كافأ الجاني وعاقب المجني عليه في كارثة بورسعيد المدوية. وأضاف: «سيعقد رئيس النادي حسن حمدي اجتماع طارئ غداً لعدم رضاه عن العقوبات». وتابع: «على أي أساس يعاقب الأهلي، كما أن إيقاف المصري هو موسم واحد وليس اثنين لأن الموسم الحالي انتهى فعلياً بإلغاء الدوري». وأضاف جبر: «هذه عقوبات مسيسة ودعوة جديدة للانفلات الأمني والعودة لنقطة الصفر من جديد». وقال مصدر مسؤول بالأهلي ل«الحياة» إن الإدارة ستلجأ للاتحاد الدولي «فيفا» وتساءل: «كيف يعاقب الأهلي وهو الضحية؟». وأوضح أن بحوزة الإدارة ملفاً كاملاً بالمستندات عن واقعة ملعب بورسعيد وستقدمه إلى «فيفا». فيما شكك مدير التسويق بالأهلي عدلي القيعي في تقرير حكم مباراة الأهلي والمصري فهيم عمر. وقال القيعي في تصريحات تلفزيونية: «مندهش من اتحاد الكرة الذي لم يعرض للرأي العام تقريري حكم ومراقب اللقاء قبل إصدار العقوبة». وتابع: «بالتأكيد حدث تلاعب في تقرير الحكم، ومن المستحيل أن ترضي العقوبة ضمائر مسؤولي الاتحاد». وأوضح القيعي: «حاول اتحاد الكرة إرضاء جميع الأطراف وهو أمر مستحيل، حتى أننا وصلنا لمرحلة خروج البعض في مظاهرات للمطالبة بالإفراج عن الجناة». من جانبها، أصدرت مجموعة «أولتراس أهلاوي» بياناً تؤكد فيه رفضها للعقوبات ودعا البيان إلى اعتصام مفتوح أمام مقر اتحاد الكرة ابتداء من الساعة 11 من صباح اليوم (الأحد). وطالب البيان من أهالي ضحايا مأساة بورسعيد وبقية أعضاء الأولتراس في جميع محافظات مصر، إضافة لجماهير الأهلي المشاركة في الاعتصام، وركز «أولتراس» مطالبه في المحاكمة العاجلة لكل من شارك في الجريمة سواء بالتدبير أو بالتخطيط أو بالتنفيذ، إضافة إلى هبوط النادي المصري وتجميد جميع أنشطته لمدة ثلاث سنوات وإيقاف النشاط الرياضي بالدوري الممتاز لحين القصاص للضحايا بالكامل. وفي رد فعل عنيف على العقوبات في بورسعيد، كشف عضو مجلس الشعب على درة عن وفاة صبي يدعى بلال لا يتجاوز 15 عاماً بطلق ناري في أحداث عنف اندلعت في المدينة مساء أول من أمس بين المحتجين وقوات الأمن أثناء محاولتهم اقتحام مقر هيئة قناة السويس. وبحسب درة فإن الاحتكاكات أسفرت عن إصابة 17 مصاباً محتجزين حالياً في المستشفى الأميري ببورسعيد. وخرجت مظاهرات غاضبة إلى شوارع بورسعيد عقب صدور القرارات بشكل رسمي مساء (الجمعة) تعبر عن رقض قرار تجميد فريق المصري. وأغلق المتظاهرون الشوارع الرئيسية في المدينة قبل الاتجاه لمبنى هيئة قناة السويس في محاولة لاقتحامه. واستخدمت قوات الجيش الرصاص للرد على محاولات اقتحام جماهير المصري الغاضبة، وهو ما أدى لوقوع إصابات. وقام المتظاهرون بإشعال النيران في إطارات السيارات لغلق الشارع المؤدي لمبنى الهيئة لمنع دخول المدرعات إلى المبنى للتصدي لمحاولات الاقتحام. من جهته، صرح عضو مجلس إدارة المصري حسام عمر بأن ناديه سيلجأ للاتحاد الدولي «فيفا». وقال عمر: «اتحاد الكرة لم يلتزم باللوائح واستحدث عقوبة ظالمة ولكن نثق بأن «فيفا» سينصفنا». كما رفض أعضاء الجمعية العمومية للنادي المصري الاعتراف بالعقوبات وأكدوا أن القرار جاء لمجاملة وترضية للأهلي. وانتقد المدير المالي بالنادي المصري رجب عبدالقادر القرار قائلاً: «كيف يتصرف النادي في عقود لاعبيه الممتدة لسنوات، فضلاً عن الإلتزامات المالية التي يجب عليه الوفاء بها». وفي رده على الهجوم الكبير على القرار، قال المتحدث باسم الاتحاد المصري عزمي مجاهد إن القرارت مدروسة بدقة قبل إعلانها رسمياً. وأضاف راجعنا كل اللوائح المحلية والدولية، وأرسلنا نسخة من القرارات إلى «فيفا». وأردف مجاهد: «المصري سيعود للدوري الممتاز موسم 2013– 2014، وطبيعي ألا تلقى العقوبات رضا الطرفين». وتابع: «لا أتفهم كيف لا تتقبل جماهير المصري العقوبة، هناك العشرات من الأشخاص قتلوا على ملعب فريقهم وبسبب بعض جماهير هذا النادي ولذلك فالعقوبة عادلة». ويرى خبير اللوائح بالاتحاد الدولي محمد بيومي أن العقوبات صحيحة في مضمونها وتطابق لوائح «فيفا»، مشيراً إلى أنه من حق المصري الاستئناف على الحكم لدى الاتحاد المصري ثم المحكمة الرياضية الدولية. فيما قال خبير اللوائح ب«لفيفا» محمد عبيد إن العقوبات مخففة على المصري، ولا تليق بحجم كارثة بورسعيد. وقال: «نادي المصري لا يحق له مطلقًا الاعتراض على هذه القرارات، ولا يوجد أي مجال للغصب مطلقًا في محافظة بورسعيد لأنها قرارات مخففة للغاية». كما ألمح عبيد إلى أن «فيفا» تعرض لضغوطات كبيرة بسبب هذه القضية، إذ إن وسائل الإعلام العالمية تنتظر رد فعل رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر في حال اعتراض المصري على قرار (التجميد) الذي لا ينص عليه لوائح «فيفا»، مشيراً إلى أن بلاتر من الممكن أن يوقع عقوبات أغلظ في حال تصعيد المصري القضية. واختتم خبير اللوائح تصريحاته مؤكداً أن ما وقع على المصري يسمى تعليقاً للنشاط الرياضي وليس تجميدً، إذ إن المصري بهذا القرار سيعود للدوري الممتاز بصورة طبيعية الموسم بعد المقبل. وانتقد الإعلامي احمد شوبير العقوبات ووصفها بأنها مكافأة للنادي المصري، مشيراً إلى أن التدخل السياسي كان واضحاً في الأزمة رئيس الوزراء رئيس المجلس القومي للرياضة. وأضاف: «كيف يتم تجميد ناد عامين ويعود للممتاز، وبحسب معلوماتي فإنه لا يوجد في «فيفا» ما يسمى بتجميد، وبالتالي المصري لو لجأ للاتحاد الدولي واعترض على العقوبة سيرفض الأخير هذه العقوبات وسينصف المصري».